٣٨٩
هٰذَا بَاْبُ مَا يَحْقَرُ لِدُنُوِّهِ مِنْ الشَّيْءِ وَلَيْسَ مِثْلَهُ

هٰذَا بَاْبُ مَا يَحْقَرُ لِدُنُوِّهِ مِنْ الشَّيْءِ وَلَيْسَ مِثْلَهُ 1٠٣٥٠٣
وَذٰلِكَ قَوْلُك هُوَ أُصَيْغِرٌ مِنْك وَإِنَّمَا أَرَدْت أَنْ تُقَلِّلَ الَّذِي بَيْنَهُمَا وَمِنْ ذٰلِكَ قَوْلُك هُوَ دُوِّيْنَ ذَاْكَ وَهُوَ فُوَيْقٌ ذَاْكَ وَمِنْ ذَا أَنْ تَقُوْلَ أُسَيْدٌ أَيْ قَدْ قَاْرَبَ السَّوَاْدِ 2٧١٩٥٠
وَأَمَّا قَوْلُ الْعَرَبِ هُوَ مَثِيْلُ هٰذَا وَأَمِيْثَاْلُ هٰذَا فَإِنَّمَا أَرَاْدُوْا أَنْ يُخْبِرُوْا أَنَّ الْمُشَبَّهَ حَقِيْرٌ كَمَا أَنَّ الْمُشَبَّهَ بِهِ حَقِيْرٌ 3٤٦٩٢٧
وسَأَلْتِ الْخَلِيْلَ عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ مَا أُمَيْلِحُهُ فَقَاْلَ لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَنَ يكُوْنَ فِي الْقِيَاْسِ لِأَنَّ الْفِعْلَ لَا يَحْقَرُ وَإِنَّمَا تُحْقَرُ الْأَسْمَاْءُ لِأَنَّهَا تُوْصَفُ بِمَا يَعْظُمُ وَيَهُوْنُ وَالْأَفْعَاْلُ لَا تُوْصَفُ فَكَرِهُوْا أَنْ تَكُوْنَ الْأَفْعَاْلُ كَاْلْأَسْمَاْءِ لِمُخَاْلَفَتِهَا إِيَّاْهَا فِي أَشْيَاْءَ كَثِيْرَةٍ وَلَكِنَّهُمْ حَقَّرُوْا هٰذَا اللَّفْظَ وَإِنَّمَا يَعْنُوْنَ الَّذِي تَصِفُهُ بِاْلْمِلْحِ كَأَنَّكَ قُلْتَ مَلِيْحٌ شَبَّهُوْهُ بِاْلشَّيْءِ الَّذِي تَلَفَّظَ بِهِ وَأَنْتَ تَعْنِي شَيْئًا آخِرَ نَحْوِ قَوْلِكَ يَطَؤُهُمُ الطَّرِيْقَ وَصِيْدَ عَلَيْهِ يَوْمَاْنِ وَنَحْوُ هٰذَا كَثِيْرٌ فِي الْكَلاْمِ 4٧٩٩٢٩
وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْفِعْلِ وَلَا شَيْءٌ مِمَّا سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ يَحْقُرُ إلَّا هٰذَا وَحْدَهُ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَفْعَلَهُ 5٩٨٨٤٥
وَاْعْلَمْ أَنَّ عَلَاْمَاْتِ الْإِضْمَاْرِ لَا يَحْقَرْنَ مِنْ قِبْلِ أَنَّهَا لَا تَقْوَى قُوَّةُ الْمُظْهِرَةِ وَلَا تُمْكِنُ تَمَكُّنُهَا فَصَاْرَتْ بِمَنْزِلَةٍ لَا وَلَوْ وَأَشْبَاْهِهِمَا فَهَذِهِ لَا تُحْقَرُ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ أَسْمَاْءَ وَإِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ الْأَفْعَاْلِ الَّتِي لَا تَحْقْرِ 6٤٦٥١٢
فَمِنْ عَلَاْمَاْتِ الْإِضْمَاْرِ هُوَ وَأَنَا وَنَحْنُ وَلَوْ حُقْرَتَهُنَّ لَحَقِرَتْ الْكَاْفُ الَّتِي فِي بِك وَالْهَاْءُ الَّتِي فِي بِهِ وَأَشْبَاْهُ هٰذَا 7٩٢٨٥٨
وَلَا يَحْقُرُ أَيْنَ وَلَا مَتَى وَلَا كَيْفَ وَلَا حَيْثُ وَنَحْوُهُنَّ مِنْ قَبْلُ أَنَّ أَيْنَ وَمَتَى وَحَيْثُ لَيْسَ فِيْهَا مَا فِي فَوْقُ وَدُوْنَ وَتَحْتَ حِيْنٍ قُلْتُ فُوَيْقٌ ذَاْكَ وَدُوِّيْنَ ذَاْكَ وَتَحَيَّتَ ذَاْكَ وَلَيْسَتْ أَسْمَاْءُ تُمَكِنُ فَتَدْخَلُ فَيْهَا الْأَلْفَ وَاللَّاْمَ وَيُوْصَفْنَ وَإِنَّمَا لَهُنَّ مَوَاْضِعُ لَا يُجَاْوِزْنَهَا فَصْرْنَ بِمَنْزِلَةِ عَلَاْمَاْتِ الْإِضْمَاْرِ 8٢١٥٣٠
وكَذٰلِكَ مِنْ وَمَا وَأَيُّهُمْ إنَّمَا هُنَّ بِمَنْزِلَةٍ أَيْنَ لَا تُمْكِنُ تَمَكُّنُ الْأَسْمَاْءِ التَّاْمَّةِ نَحْوَ زَيْدٍ وَرَجُلٍ وَهُنَّ حُرُوْفٌ اسْتِفْهَاْمٌ كَمَا أَنَّ أَيْنَ حَرْفُ اسْتِفْهَاْمٍ فَصَرْنَ بِمَنْزِلَةِ هَلْ فِي أَنَّهُنَّ لَا يَحْقُرْنَّ 9٦٧٣٤٣
ولَا يَحْقِرُ غَيْرٌ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ مِثْلٍ وَلَيْسَ كُلُّ شَيْءٍ يَكُوْنُ غَيْرُ الْحَقِيْرِ عِنْدَك يَكُوْنُ مُحَقَّرًا مِثْلَهُ كَمَا لَا يَكُوْنُ كُلُّ شَيْءٍ مِثْلَ الْحَقِيْرِ حَقِيْرًا وَإِنَّمَا مَعْنَى مَرَرْت بِرَجُلٍ غَيْرِك مَعْنَى مَرَرْت بِرَجُلٍ سِوَاْكَ وَسِوَاْكَ لَا يَحْقَرُ لِأَنَّهُ لَيْسَ اسْمًا مُتَمَكِّنًا وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك مَرَرْت بِرَجُلٍ لَيْسَ بِك فَكَمَا قَبُحَ تَحْقِيْرٌ لَيْسَ قُبْحَ تَحْقِيْرِ سَوَى 10٠٤٦٩٨
وَغَيْرُ أَيْضًا لَيْسَ بِاْسْمٍ مُتَمَكِّنٍ أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَا تَكُوْنُ أَنَّهَا إلَّا نَكِرَةً وَلَا تُجْمَعُ وَلَا تَدْخُلُهَا الْأَلْفُ وَاللَّاْمَ 11٩٢٧٧١
وكَذٰلِكَ حَسْبُك لَا يَحْقَرُ كَمَا لَا يُحْقَرُ غَيْرٌ وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك كَفَّاْك فَكَمَا لَا يُحْقَرُ كَفَّاْكَ كَذٰلِكَ لَا تُحْقَرْ هٰذَا 12١١٣٨٣
وَاْعْلَمْ أَنَّ الْيَوْمَ وَالشَّهْرَ وَالسُّنَّةَ وَالسَّاْعَةَ وَاللَّيْلَةَ يُحْقَرْنَ وَأَمَّا أَمْسِ وَغَدٌ فَلَا يَحْقِرَاْنِ لأَنَّهُمَا لَيْسَا اسْمَيْنِ لِلْيَوْمَيْنِ بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ وَعَمْرٍوٍ وَإِنَّمَا هُمَا لِلْيَوْمِ الَّذِي قَبْلَ يَوْمِكَ وَالْيَوْمِ الَّذِي بَعْدَ يَوْمِكَ وَلَمْ يَتَمَكَّنَا كَزَيْدٍ وَالْيُوْمَ وَالسَّاْعَةَ وَالشَّهْرُ وَأَشْبَاْهُهُنَّ أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُوْلُ هٰذَا الْيَوْمَ وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ فَيَكُوْنُ لِمَا أَنْتَ فِيْهِ وَلَمَّا لَمْ يَأْتِ وَلِمَا مَضَى وَتَقُوْلُ هٰذَا زَيْدٌ وَذٰلِكَ زَيْدٌ فَهُوَ اسْمُ مَا يَكُوْنُ مَعَكَ وَمَا يَتَرَاْخَى عَنْكَ وَأَمْسِ وَغَدٌ لَمْ يَتَمَكَّنَا تَمَكُّنُ هَذِهِ الْأَشْيَاْءِ فَكَرِهُوْا أَنْ يُحْقِرُوْهُمَا كَمَا كَرِهُوْا تَحْقِيْرَ أَيْنَ وَاسْتَغْنَوْا عَنْ تَحْقِيْرِهِمَا بِاَْلَّذِي هُوَ أَشَدُّ تَمَكُّنًا وَهُوَ الْيَوْمُ وَاللَّيْلَةُ وَالسَّاْعَةُ وَكَذٰلِكَ أَوَّلُ مَنْ أَمْسِ وَالثُّلَاْثَاْءُ وَالْأَرْبِعَاْءُ وَالْبَاْرِحَةُ لِمَا ذَكَرْنَا وَأَشْبَاْهُهَنَّ 13١٧٤٣٣
ولَا تُحْقَرُ أَسْمَاْءُ شُهُوْرِ السَّنَةِ فَعَلَاْمَاْتُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ الدَّهْرِ لَا تُحْقِرُهُ إنَّمَا يَحْقِرُ الِاْسْمَ غَيْرَ الْعِلْمِ الَّذِي يَلْزَمُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أُمَّتِهِ نَحْوُ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ وَأَشْبَاْهُهُمَا 14٧٢٠٠٨
وَاْعْلَمْ أَنَّك لَا تُحْقِرُ الِاْسْمَ إذَا كَاْنَ بِمَنْزِلَةِ الْفِعْلِ أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَبِيْحٌ هُوَ ضُوَيْرَبٌ زَيْدًا وَهُوَ ضُوَيْرِبٌ زَيْدٍ إذَا أَرَدْت بِضَاْرِبِ زَيْدٍ التَّنْوِيْنَ وَإِنْ كَاْنَ ضَاْرَبَ زَيْدٍ لِمَا مَضَى فَتَصْغِيْرُهُ جَيِّدُ 15٣٣٢٧١
وَلَا تُحْقَرُ عِنْدَ كَمَا تَحْقَرُ قَبْلُ وَبَعْدُ وَنَحْوِهِمَا لأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ عِنْدَ فَقَدَ قَلَّلْتُ مَا بَيْنَهُمَا وَلَيْسَ يُرَاْدُ مِنْ التَّقْلِيْلِ أَقَلُّ مِنْ ذَا فَصَاْرَ ذَا كَقَوْلِكَ قُبَيْلَ ذَاْكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُقَلِلَ مَا بَيْنَهُمَا 16٦٩٠٧٥
وكَذٰلِكَ عَنْ وَمْعٍ صَاْرَتَا فِي أَنْ لَا تُحَقَّرَا كَمَنْ 17١٨٦٧٨

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-١٣٧
بلاق
٢-١٣٥
هارون
٣-٤٧٧
يعقوب
٣-٥٣١
البكّاء
٥-١٧٧

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%
Quran
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe