٤٠٢
هِذَا بَاْبُ النُّوْنِ الثَّقِيْلَةِ وَالْخُفِيْفَةَ

هِذَا بَاْبُ النُّوْنِ الثَّقِيْلَةِ وَالْخُفِيْفَةَ 1٩٥٦٤٩
اعَلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ دَخَلَتْهُ الْخَفِيْفَةُ فَقَدْ تَدْخُلُهُ الثَّقِيْلَةُ كَمَا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَدْخُلُهُ الثَّقِيْلَةُ تَدْخُلُهُ الْخَفِيْفُةِ وَزْعَمْ الْخَلِيْلُ أَنَّهُمَا تَوْكِيْدٌ كَمَا الَّتِي تَكُوْنُ فَصْلًا فَإِذْ جِئْتَ بِاْلْخَفِيْفَةِ فَأَنْتَ مُؤَكِّدٌ وَإِذَا جِئْتَ بِاْلثَّقِيْلَةِ فَأَنْتَ أَشَدُّ تَوْكِيْدَا 2٠٣٦١١
ولَهَا مَوَاْضِعَ سَأُبِيْنُهَا إنْ شَاْءَ اللَّهُ وَمَوَاْضِعَهَا فِي الْفَعْلَ 3٧٨٧٢٣
فَمِنْ مَوَاْضِعِهَا الْفِعْلُ الَّذِي لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ لَا تَفْعَلَنَّ ذَاْكَ وَاضْرِبْنَ زَيْدًا فَهَذِهِ الثَّقِيْلَةُ وَإِذَا خَفَّفْتَ قُلْتُ افْعَلْنَ ذَاْكَ وَلَا تَضْرِبَنَّ زَيْدَا 4٠٦٢٨١
ومِنْ مَوَاْضِعِهَا الْفِعْلُ الَّذِي لَمْ يَجِبْ الَّذِي دَخَلَتْهُ لَاْمُ الْقَسْمِ فَذٰلِكَ لَا تُفَاْرِقُهُ الْخَفِيْفَةُ أَوْ الثَّقِيْلَةُ لَزِمَهُ ذٰلِكَ كَمَا لَزِمَتْهُ اللَّاْمُ فِي الْقَسْمِ وَقَدْ بَيَّنَّا ذٰلِكَ فِي بَاْبِهِ 5٠٥٩٧٤
فَأَمَّا الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ فَإِنْ شِئْت أَدْخَلْتَ فِيْهِ النُّوْنَ وَإِنْ شِئْت لَمْ تَدْخُلْ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيْهِمَا مَا فِي ذَا وَذٰلِكَ قَوْلُك لَتَفْعَلَنَّ ذَاْكَ وَلِتَفْعَلَاْنِ ذَاْكَ وَلَتَفْعَلَنَّ ذَاْكَ فَهَذِهِ الثَّقِيْلَةُ وَإِنْ خَفِفْت قُلْت لَتَفْعَلَنَّ ذَاْكَ وَلَتَفْعَلَنَّ ذَاْكِ 6١٢٩٧٠
فَمِمَّا جَاْءَ فِيْهِ النُّوْنُ فِي كِتَاْبِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ وَلَا تَتَّبِعَاْنِ سَبِيْلَ الَّذِيْنَ لَا يَعْلَمُوْنَ ﴾ و ﴿ وَلَا تَقُوْلَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاْعِلٌ ذٰلِكَ غَدًا ﴾ وَقَوْلُهُ تَعَاْلَى ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلْيَبِنِكُنَّ آذَاْنَ الأَنْعَاْمِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرَنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ و ﴿ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوْنَنَّ مِنَ الصَّاْغِرِيْنَ ﴾ وَلِيَكُوْنَنَّ خَفِيْفَةَ وأَمَا الْخَفِيْفَةَ فَقَوْلُهُ تَعَاْلَى ﴿ لَنَسْفَعَنَّ بِاْلنَّاْصِيَةِ ﴾ وَقَاْلَ الْأَعْشَى 7٨٦٠١٦
8١٨٦٢٦
فَاْلْأُوْلَى ثَقِيْلَةٌ وَالْأُخْرَى خَفِيْفَةً وَقَاْلَ زُهَيْرَ 9٨٤٠٤٤
10١٧٧٧٧
فَهَذِهِ الْخَفِيْفَةِ وَقَاْلَ الْأَعْشَى 11٨٨٦٥٩
12٤٩٩٤٦
فَهَذِهِ الْخَفِيْفَةِ وَقَاْلَ النَّاْبِغَةُ الذُّبْيَاْنِي 13٧٢٥٥١
14٤٨٧١٥
وَقَاْلَ النَّاْبِغَةُ أَيُضَا 15١٤١١٧
16٢٩٤٥٠
وَاْلدُّعَاْءِ بِمَنْزِلَةِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ قَاْلَ ابْنُ رَوَاْحَةَ 17٩٥٥١٥
18٩٢٥٧٢
وقَاْلَ لِبَيْدَ 19٤٢٠٠٥
20٠٥٤٤٧
هَذِهِ الثّقِيْلَةُ وَهُوَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى وَقَاْلَتْ لَيْلَى الْأَخِيْلِيَّةِ 21٣٣٨٢٠
22١٥٥٣٣
وَقَاْلَ النَّاْبِغَةُ الْجُعْدِي 23٨٩٩٠٦
24٨٧٧٥٢
فَهَذِهِ الْخَفِيْفَةُ خَفِّفَتْ كَمَا تَثْقُلُ إِذَا قُلْتَ لأَثْأَرَنَّ وْمَنَّ مَوَاْضِعَهَا الْأَفْعَاْلَ غَيْرَ الْوَاْجِبَةِ الَّتِي تَكُوْنُ بَعْدَ حُرُوْفِ الِاْسْتِفْهَاْمِ وَذٰلِكَ لِأَنَّكَ تُرِيْدُ أَعْلَمُنِي إِذَا اسْتَفْهَمْتْ وَهِيَ أَفْعَاْلٌ غَيْرُ وَاجِبَةٍ فَصَاْرَتْ بِمَنْزِلَةِ أَفْعَاْلِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ فَإِنْ شِئْتَ أَقْحَمْتَ النُّوْنَ وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَ كَمَا فَعَلْتُ ذٰلِكَ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ هَلْ تَقُوْلُنَّ وَأَتَقَوَّلْنَ ذَاْكَ وَكَمْ تَمَكَّنَ وَانْظُرْ مَاْذَا تَفْعَلْنَ وَكَذٰلِكَ جَمِيْعُ حُرُوْفِ الِاْسْتِفْهَاْمِ وَقَاْلَ الْأَعْشَى 25٦٠٩٤٣
26٧٤٢٤٧
وقَاْلِ 27٠١٠٩١
28٨٥٠٤٢
وْقَاْلَ مُقْنْعَ 29٦٧٧٢٢
30٦٣٧٢٦
وقَاْلِ 31٤٢٨٢٢
32٤٥١٧١
فَهَذِهِ الْخَفِيْفَةِ وَزَعَمَ يُوْنُسَ أَنَّك تَقُوْلُ هَلَّا تَقُوْلَنَّ وَأَلَا تَقُوْلَنَّ وَهٰذَا أَقْرَبُ لِأَنَّك تَعْرِضُ فَكَأَنَّك قُلْت افْعَلْ لِأَنَّهُ اسْتِفْهَاْمَ فِيْهِ مَعْنَى الْعَرْضَ 33٣٩٥٠١
وَمِثْلُ ذٰلِكَ لَوْلَا تَقُوْلَنَّ لِأَنَّك تَعْرْضَ 34٤٠٠١٥
وَقَدْ بَيَّنَّا حُرُوْفَ الِاْسْتِفْهَاْمِ وَمُوَاْفَقَتُهَا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ فِي بَاْبِ الْجَزَاْءِ وَغَيْرِهِ وَهٰذَا مِمَّا وَافَقَتْهَا فِيْهِ وَتَرَكَ تَفْسِيْرَهُنَّ هَهُنَا لِلَّذِي فَسَّرْنَا فِيْمَا مَضَى 35١٤٥٥٨
ومِنْ مَوَاْضِعِهَا حُرُوْفُ الْجَزَاْءِ إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفِعْلِ مَا لِلتَّوْكِيَدْ وذِلِكَ لِأَنَّهُمْ شَبَّهُوْا مَا بِاْللَّاْمِ الَّتِي فِي لَتَفْعَلَنَّ لِمَا وَقَعَ التَّوْكِيْدُ قَبْلَ الْفِعْلِ أَلْزِمُوْا النُّوْنَ آخِرَهُ كَمَا أَلْزَمُوْا هَذِهِ اللَّاْمَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تَقْحَمِ النُّوْنُ كَمَا أَنَّكَ إِنْ شِئْتَ لَمْ تَجِئْ بِهَا فَأَمَّا اللَّاْمُ فَهِيَ لَاْزِمَةٌ فِي الْيَمِيْنِ فَشَبِّهُوْا مَا هَذِهِ إِذَا جَاْءَتْ تَوْكِيْدًا قَبْلَ الْفِعْلِ بِهَذِهِ اللَّاْمِ الَّتِي جَاْءَتْ لِإِثْبَاْتِ النُّوْنِ فَمِنْ ذٰلِكَ قَوْلُكَ إِمَّا تَأْتِيْنِي آتِكَ وَأَيُّهُمْ مَا يَقُوْلْنَ ذَاْكَ تُجْزُّهُ وَتَصْدِيْقُ ذٰلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ وَإِمَّا تَعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاْءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ ﴾ وَقَاْلَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا ﴾ 36٤٦٧٣٨
وَقَدْ تَدْخُلُ النُّوْنَ بِغَيْرِ مَا فِي الْجَزَاْءِ وَذٰلِكَ قَلِيْلٌ فِي الشَّعْرِ شَبَّهُوْهُ بِاْلنَّهْيِ حِيْنَ كَاْنَ مَجْزُوْمًا غَيْرَ وَاجِبٍ وَقَاْلَ الشَّاْعِرِ 37٤٨٨٠٨
38٠٩٤٧٥
وَقَاْلَ ابْنُ الْخَرْعَ 39٤٢٥٠٢
40٢٩٨٩٦
وْقَاْلَ 41٧٠١٩٩
42٢٠٨٤٨
وقَاْلِ 43٧٨٢٨٨
44١٢٥٨٤
شَبَهُهُ بِاْلْجَزَاْءِ حَيْثُ كَاْنَ مَجْزُوْمًا وَكَاْنَ غَيْرَ وَاجِبٍ وَهٰذَا لَا يَجُوْزُ إلَّا فِي اضْطِرَاْرٍ وَهِيَ فِي الْجَزَاْءِ أَقْوَى 45٨٨٢٤٠
وَقَدْ يَقُوْلُوْنَ أَقْسَمْت لِمَا لَمْ تَفْعَلْنَ لِأَنَّ ذَا طَلَبٌ فَصَاْرَ كَقَوْلِك لَا تَفْعَلَنَّ كَمَا أَنَّ قَوْلَك أَتُخْبِرُنِي فِيْهِ مَعْنَى افْعَلْ وَهُوَ كَاْلْأَمْرِ فِي الِاْسْتِغْنَاْءِ وَالْجَوَاْبِ 46٠٣٦٠٧
وَمِنْ مَوَاْضِعِهَا أَفْعَاْلٌ غَيْرُ الْوَاْجِبِ الَّتِي فِي قَوْلِكَ بِجَهْدٍ مَا تَبْلُغُنَ وأَشْبَاْهِهُ وَإِنَّمَا كَاْنَ ذٰلِكَ لِمَكَاْنٍ مَا وَتَصْدِيْقُ ذٰلِكَ قَوْلُهُمْ فِي مِثْلِ 47٠٥٢٦٩
48٧٢١٩٨
وَقَاْلَ أَيْضًا فِي مِثْلِ آخَرَ بِأَلَمٍ مَا تَخْتَنْنَهُ وَقَاْلُوْا بِعَيْنِ مَا أَرَيْنَك فَمَا هَهُنَا بِمَنْزِلَتِهَا فِي الْجَزَاْءِ 49٩٦٥١٥
وَيَجُوْزُ لِلْمُضْطَرِّ أَنْتَ تَفْعَلْنَ ذَاْكَ شَبِّهُوْهُ بِاْلَّتِي بَعْدَ حُرُوْفِ الاِْسْتِفْهَاْمِ لأَنَّهَا لَيْسَتْ مَجْزُوْمَةً وَالَّتِي فِي الْقَسْمِ مُرْتَفِعَةً فَأَشْبَهَتْهَا فِي هَذِهِ الأَشْيَاْءِ فَجُعِلَتْ بِمَنْزِلَتِهَا حِيْنَ اُضْطُرُّوْا وَقَاْلَ الشَّاْعِرُ جَذِيْمَةُ الأَبْرَشَ 50٦٢٥٧٤
51٥٥٩٨٤
وَزَعْمُ يُوْنُسَ أَنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ رُبَّمَا تَقُوْلْنَ ذَاْكَ وَكَثُرَ مَا تَقُوَّلْنَ ذَاْكَ لِأَنَّهُ فِعْلٌ غَيْرُ وَاجِبٍ وَلَا يَقَعُ بَعْدَ هَذِهِ الْحُرُوْفِ إلَّا وَ مَا لَهُ لَاْزِمَةٌ فَأَشْبَهَتْ عِنْدَهُمْ لَاْمِ الْقَسْمَ 52٠٣٦٨٨
وإنْ شِئْت لَمْ تَقْحَمْ النُّوْنَ فِي هٰذَا النَّحْوِ فَهُوَ أَكْثَرُ وَأَجْوَدُ وَلَيْسَ بِمَنْزِلَتِهِ فِي الْقَسْمِ لِأَنَّ اللَّاْمَ إنَّمَا أَلْزَمْت الْيَمِيْنَ كَمَا أَلْزَمْت النُّوْنُ اللَّاْمَ وَلَيْسَتْ مَعَ الْمُقْسَمِ بِهِ بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ وَاحِدٍ وَلَوْ لَمْ تَلْزَمْ اللَّاْمَ الْتَبَسَ بِاْلنَّفْيِ إذَا حَلَفَ أَنَّهُ لَا يَفْعَلُ فَمَا تَجِئْ لِتَسْهُلَ الْفِعْلَ بَعْدَ رَبٍّ وَلَا يُشْبِهُ ذَا الْقَسْمَ 53٩٣٥٦٣
وَمِثْلُ ذٰلِكَ حَيْثُمَا تَكُوْنْنَ آتِك لِأَنَّهَا سَهَّلَتْ الْفِعْلَ أَنْ يَكُوْنَ مُجَاْزَاْةَ 54٥٨٦٥٠
وَإنَّمَا كَاْنَ تَرْكُ النُّوْنِ فِي هٰذَا أَجْوَدَ لِأَنَّ مَاْوَرَبَ بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ وَاحِدٍ نَحْوُ قَدْ وَسَوْفَ وَمَا وَحَيْثُ بِمَنْزِلَةِ أَيْنَ وَاللَّاْمُ لَيْسَتْ مَعَ الْمُقْسَمِ بِهِ بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَتْ كَمَا الَّتِي فِي بِأَلَمٍ مَا تَخْتَنْنَهُ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مَعَ مَا قَبْلَهَا بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ وَاحِدٍ وَلِأَنَّ اللَّاْمَ لَا تَسْقُطُ كَمَا تَسْقُطُ مَا مِنْ هٰذَا إنْ شِئْتَ 55٨٠٧٠٣

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-١٥٢
بلاق
٢-١٤٩
هارون
٣-٥٠٨
يعقوب
٣-٥٦٨
البكّاء
٥-٢١٧

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%
Quran
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe