٤٠٥
هُذَا بَاْبُ النُّوْنِ الثَّقِيْلَةِ وَالْخَفِيْفَةِ فِي فِعْلِ الِاْثْنَيْنِ وَفِعْلِ جَمِيْعِ النِّسَاْءِ

هُذَا بَاْبُ النُّوْنِ الثَّقِيْلَةِ وَالْخَفِيْفَةِ فِي فِعْلِ الِاْثْنَيْنِ وَفِعْلِ جَمِيْعِ النِّسَاْءِ 1٩٥١٦٤
فَإذَا أَدْخِلَتْ الثَّقِيْلَةُ فِي فِعْلِ الِاْثْنَيْنِ ثَبَتَتْ الْأَلْفُ الَّتِي قَبْلَهَا وَذٰلِكَ قَوْلُك لَا تَفْعَلَاْنِ ذٰلِكَ وَ ﴿ لَا تَتْبَعَاْنِ سَبِيْلَ الَّذِيْنَ لَا يَعْلَمُوْنَ ﴾ 2٦٤٥٧٤
وَتَقُوْلُ افْعُلَاْنُ ذٰلِكَ وَهَلْ تَفْعَلَاْنِ ذٰلِكَ فَنُوْنُ الرَّفْعِ تُذْهَبُ هَاْهُنَا كَمًا ذَهَبَتْ فِي فِعْلِ الْجَمِيْعِ وَإِنَّمَا تَثْبُتُ الأَلْفُ هَهُنَا فِي كَلَاْمِهِمْ لأَنَّهُ قَدْ يَكُوْنُ بَعْدَ الأَلْفِ حَرْفٌ سَاْكِنٌ إذَا كَاْنَ مُدْغَمًا فِي حَرْفٍ مِنْ مَوْضِعِهِ وَكَاْنَ الآخَرُ لَاْزِمًا لِلأَوَّلِ وَلَمْ يَكُنْ لَحَاْقُ الآخَرِ بَعْدَ اسْتِقْرَاْرِ الأَوَّلِ فِي الْكَلَاْمِ وَذٰلِكَ نَحْوَ قَوْلِكَ رَاْدٌ وَأَرَاْدَ فَاْلدَّاْلُ الآخِرَةُ لَمْ تَلْحَقِ الأُوْلَى وَلَمْ تَكُنِ الأُوْلَى فِي شَيْءٍ يَكُوْنُ كَلَاْمًا بِهَا وَالآخِرَةُ لَيْسَتْ بَعْدَهَا وَلَكِنَّهُمَا يَقَعَاْنِ جَمِيْعًا وَكَذٰلِكَ الثَّقِيْلَةُ هُمَا نُوْنَاْنِ تَقَعَاْنِ مَعًا لَيْسَتْ تَلْحَقُ الآخِرَةَ الأُوْلَى بَعْدَ مَا يَسْتَقِرُّ كَلَاْمًا فَاْلْخَفِيْفَةُ فِي الْكَلَاْمِ عَلَى حِدَةٍ وَالثَّقِيْلَةُ عَلَى حِدَةٍ وَلأَنْ تَكُوْنَ الْخَفِيْفَةُ حَذَفَ عَنْهَا الْمُتَحَرِّكُ أَشْبَهَ لأَنَّ الثَّقِيْلَةَ فِي الْكَلَاْمِ أَكْثَرُ وَلَكِنَّا جَعَلْنَاْهَا عَلَى حِدَةٍ لأَنَّهَا فِي الْوَقْفِ كَاْلتَّنْوِيْنِ وَتُذْهَبُ إِذَا كَاْنَ بَعْدَهَا أَلْفٌ خَفِيْفٌةَ أُو أَلْفٌ وَلَاْمٌ كَمَا تَذْهَبُ لِاْلْتِقَاْءِ السَّاْكِنَيْنِ مَا لَمْ يُحْذَفْ عَنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَاْنَتْ بِمَنْزِلَةِ نُوْنٍ لَكِنْ وَأَنَّ وَكَأَنَّ الَّتِي حُذِفَتْ عَنْهَا الْمُتَحَرِّكَةُ لَكَاْنَتْ مِثْلَهَا فِي الْوَقْفِ وَالْأَلْفِ الْخَفِيْفَةِ وَالْأَلْفِ وَاللَّاْمِ فَإِنَّمَا النُّوْنُ الثَّقِيْلَةُ بِمَنْزِلَةِ بَاْءِ قُبٍّ وَطَاْءِ قَطْ 3٠٠١٣٥
وَلَيْسَ حَرْفٌ سَاْكِنٍ فِي هَذِهِ الصِّفَةِ إلَّا بَعْدَ أَلْفٍ أَوْ حَرْفٍ لِيْنٍ كَاْلْأَلْفِ وَذٰلِكَ نَحْوُ تَعَوُّدِ الثَّوْبِ وَتَضُرُّ بَيْنِي تُرِيْدُ الْمَرْأَةُ وَتَكُوْنُ فِي يَاْءٍ أَصِيْمَ وَلَيْسَ مِثْلَ هَذِهِ الْوَاْوِ وَالْيَاْءِ لِأَنَّ حَرَكَةَ مَا قَبْلَهَا مِنْهُنَّ كَمَا أَنَّ مَا قَبْلَ الْأَلْفِ مَفْتُوْحٌ وَقَدْ أَجَاْزُوْهُ فِي مِثْلِ يَاْءٍ أُصِيْمَ لِأَنَّهُ حَرْفٌ لِيَنْ 4٨١١٠٨
وَقَاْلَ الْخَلِيْلُ إذَا أَرَدْت الْخَفِيْفَةَ فِي فِعْلِ الِاْثْنَيْنِ كَاْنَ بِمَنْزِلَتِهِ إذَا لَمْ تُرِدْ الْخَفِيْفَةُ فِي فِعْلِ الِاْثْنَيْنِ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ لِأَنَّهُ لَا يَكُوْنُ بَعْدَ الْأَلْفِ حَرْفٌ سَاْكِنٌ لَيْسَ بِمَدْغَمٍ وَلَا تُحْذَفُ الْأَلْفُ فَيَلْتَبِسُ فِعْلُ الْوَاْحِدِ وَالِاْثْنَيْنِ وَذٰلِكَ قَوْلُك اضْرِبَا وَأَنْتَ تُرِيْدُ النُّوْنَ وَكَذٰلِكَ لَوْ قُلْت اضْرِبَاْنِي وَاضْرِبَا نُعْمَاْنَ لَا تَرِدَنَّ الْخَفِيْفَةَ وَلَا تَقُلْ ذَا مَوْضِعِ إدْغَاْمٍ فَأَرُدُّهَا لِأَنَّهَا قَدْ ثَبَتَتْ مَدْغَمَةً وَالرَّدُّ خَطَأً هَهُنَا إذْ كَاْنَ مَحْذُوْفًا فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ إذَا لَمْ تَتْبِعْهُ كَلَاْمًا وَكَيْفَ تَرُدُّهُ وَأَنْتَ لَوْ جَمَعْت هَذِهِ النُّوْنَ إلَى نُوْنٍ ثَاْنِيَةٍ لَاْعْتُلَّتْ وَأُدْغِمَتْ وَحُذِفَتْ فِي قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ فَإِذَا كَفُّوْا مُؤْنَتَهَا لَمْ يَكُوْنُوْا لِيَرُدُّوْهَا إلَى مَا يَسْتَثْقِلُوْنَ 5٣٤٣٢٠
وَلَوْ قُلْتَ ذَا لَقُلْتُ اضْرِبَا نَعْمَاْنَ لأَنَّ النُّوْنَ تَدْغَمُ فِي النُّوْنَ وَلُوَ قُلْتُ ذَا لَقُلْتُ اضْرِبَاْنِ ابًّا كَمَا فِي قَوْلِ مَنْ لَمْ يُهْمِزْ لِأَنَّ ذَا مَوْضِعٌ لَمْ يَمْتَنِعْ فِيْهِ السَّاْكِنُ مِنْ التَّحْرِيْكِ فَتَرُدُّهَا إِذَا وَثِقْتُ بِاْلتَّحْرِيْكِ كَمَا رَدَدْتُهَا حَيْثُ وَثِقْتُ بِاْلْإِدْغَاْمِ فَلَا تَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ هٰذَا لِأَنَّكَ جِئْتَ بِهِ إِلَى شَيْءٍ قَدْ لَزِمَهُ الْحَذْفُ أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ لَمْ تَخَفْ اللُّبْسَ فَحَذَفْتُ الْأَلْفَ لَمْ تَرُدَّهَا فَكَذٰلِكَ لَا تُرِدُّ النُّوْنُ وَلَوْ قُلْتَ ذَا لَقُلْتُ جَيْؤُوْنِي فِي قَوْلِكَ جَيْؤَنِي لِأَنَّ الْوَاْوَ قَدْ ثَبَتَتْ وَبَعْدَهَا سَاْكِنٌ مُدْغَمٌ وَلَقُلْتْ جَيْؤُو نُعْمَاْنَ وَالنُّوْنُ لَا تُرَدُّ هَهُنَا كَمَا لَا تَرِدُّ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ هَذِهِ الْوَاْوُ فِي نَحْوِ مَا ذَكَرْنَا وَذٰلِكَ أَنَّك تَقُوْلُ لِلْجَمِيْعِ جَيْؤَنٌ زَيْدًا تُرِيْدُ الثَّقِيْلَةَ وَلَا تَرُدُّهَا فِي الْوَقْفِ وَلَا فِي الْوَصْلَ 6٦٥٨٩٢
وإنْ أَرَدْت الْخَفِيْفَةَ فِي فِعْلِ الِاْثْنَيْنِ الْمُرْتَفِعِ قُلْت هَلْ تَضْرِبَاْنِ زَيْدًا لِأَنَّك قَدْ أَمِنْت النُّوْنُ الْخَفِيْفَةُ وَإِنَّمَا أَذْهَبْت النَّوْنَ لِأَنَّهَا لَا تَثْبُتُ مَعَ نُوْنِ الرَّفْعِ فَإِذَا بَقِيَتْ نُوْنُ الرَّفْعِ لَمْ تَثْبُتْ بَعْدَهَا النُّوْنُ الْخَفِيْفَةُ فَلَمَّا أَمِنُوْهَا ثَبَتَتْ نُوْنُ الرَّفْعِ فِي الصِّلَةِ كَمَا ثَبَتَتْ نُوْنُ الرَّفْعِ فِي فِعْلِ الْجَمِيْعِ فِي الْوَقْفِ وَرَدَدْت نُوْنَ الْجَمِيْعِ كَمَا رَدَدْت يَاْءً اضْرِبْ وَوَاْوٍ اضْرِبُوْا حِيْنَ أَمِنْت الْبَدَلَ مِنْ الْخَفِيْفَةِ فِي الْوَقْفُ 7٠٥٦٩٤
وإِذَا أُدْخِلَتِ الثَّقِيْلَةُ فِي فِعْلِ جَمِيْعِ النِّسَاْءِ قُلْتُ اضْرِبْنَاْنَ يَا نِسْوَةُ وَهَلْ تَضْرِبْنَاْنِ وَلَتَضْرِبَنَاْنَ فَإِنَّمَا أَلْحَقْتُ هَذِهِ الْأَلْفُ كَرَاْهِيَةَ النَّوْنَاْتِ فَأَرَاْدُوْا أَنْ يَفْصِلُوْا لاْلْتِقَاْئِهَا كَمَا حَذَفُوْا نُوْنَ الْجَمِيْعِ لِلنُّوْنَاْتِ وَلَمْ يَحْذِفُوْا نُوْنَ النَّسْوَاْءِ كَرَاْهِيَةَ أَنْ يَلْتَبِسَ فِعْلَهُنَّ وَفِعْلَ الْوَاْحِدِ وَكُسِرَتِ الثُّقَيْلَةُ هَهُنَا لأَنَّهَا بِعُدْ أَلْفٍ زَاْئِدَةٌ فَجُعِلَتْ بِمَنْزِلَةِ نُوْنِ الِاْثْنَيْنِ حَيْثُ كَاْنَتْ كَذٰلِكَ وَهِيَ فِيْمَا سِوَى ذٰلِكَ مَفْتُوْحَةٌ لِأَنَّهُمَا حَرْفَاْنِ الْأَوّلُ مِنْهُمَا سَاْكِنٌ فَفُتِحَتْ كَمَا فُتِحَتْ نُوْنٌ أَيْنْ 8٨٦٣١٣
وإذَا أَرَدْت الْخَفِيْفَةَ فِي فِعْلِ جَمِيْعِ النِّسَاْءِ قُلْت فِي الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ اضْرِبْنَ زَيْدًا وَلْيَضْرِبَنَّ زَيْدًا يَكُوْنُ بِمَنْزِلَتِهِ إذَا لَمْ تُرِدْ الْخَفِيْفَةُ وَتُحْذَفُ الْأَلْفُ الَّتِي فِي قَوْلِك اضْرِبْنَاْنِ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِاْسْمٍ كَأَلْفٍ اضْرِبَا وَإِنَّمَا جِئْت بِهَا كَرَاْهِيَةَ النُّوْنَاْتِ فَلَمَّا أَمِنَتْ النُّوْنُ لَمْ تَحْتَجْ إلَيْهَا فَتَرَكَتْهَا كَمَا أَثْبَتَ نُوْنَ الِاْثْنَيْنِ فِي الرَّفْعِ إذَا أُمِنَتْ النُّوْنُ وَذٰلِكَ لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِتَثْبُتَ مَعَ نُوْنِ الْجَمِيْعِ كَرَاْهِيَةَ الْتِقَاْئِهِمَا وَلَا بَعْدَ الْأَلْفِ كَمَا لَمْ تَثْبُتْ فِي الِاْثْنَيْنِ فَلَمَّا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا تَرَكُوْهَا 9٧٦٣٨١
وَأَمَّا يُوْنُسُ وَنَاْسٌ مِنْ النَّحْوِيِّيْنَ فَيَقُوْلُوْنَ اضْرِبَاْنِ زَيْدًا وَاضْرِبْنَاْنَ زَيْدًا فَهٰذَا لَمْ تَقُلْهُ الْعَرَبُ وَلَيْسَ لَهُ نَظِيْرٌ فِي كَلَاْمِهَا لَا يَقَعُ بَعْدَ الْأَلْفِ سَاْكِنٌ إلَّا أَنْ يُدْغْمِ 10٠٦٣٩٧
وَيَقُوْلُوْنَ فِي الْوَقْفِ اضْرِبَا وَاضْرِبْنَا فَيَمُدُّوْنَ وَهُوَ قِيَاْسُ قَوْلِهِمْ لأَنَّهَا تَصِيْرُ أَلْفًا فَإِذَا اجْتَمَعَتْ أَلْفَاْنِ مَدُّ الْحَرْفِ وَإِذَا وَقَعَ بَعْدَهَا أَلْفُ وَلَاْمٍ أَوْ أَلْفٌ مَوْصُوْلَةٌ جَعَلُوْهَا هَمْزَةً مُخَفَّفَةً وَفَتَحُوْهَا وَإِنَّمَا الْقِيَاْسُ فِي قَوْلِهِمْ أَنْ يَقُوْلُوْا اضْرِبِ الرَّجُلَ كَمَا تَقُوْلُ بِغَيْرِ الْخَفِيْفَةِ إِذَا كَاْنَ بَعْدَهَا أَلْفٌ وَصْلٍ أَوْ أَلْفَ وَلَاْمٍ ذَهَبَتْ فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَذْهِبُوْهَا لِذَا ثُمَّ تُذْهَبَ الْأَلْفُ كَمَا تَذْهَبُ الْأَلْفُ وَأَنْتَ تُرِيْدُ النُّوْنَ فِي الْوَاْحِدِ إِذَا وَقَفْتُ فَقُلْتُ اضْرِبَا ثُمَّ قُلْتُ اضْرِبْ الرَّجُلَ لِأَنَّهُمْ إِذَا قَاْلُوْا اضْرِبَاْنِ زَيْدًا فَقَدْ جَعَلُوْهَا بِمَنْزِلَتِهَا فِي اضْرِبْنَّ زَيْدًا فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَجْرُوْا عَلَيْهَا هُنَاْكَ مَا يَجْرِي عَلَيْهَا فِي الْوَاْحِدِ 11٦٧٨٨٦

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-١٥٨
بلاق
٢-١٥٥
هارون
٣-٥٢٣
يعقوب
٤-٨
البكّاء
٥-٢٢٩

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%
Quran
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe