٤٦٦
هِذَا بَاْبُ مَا لَا يَجُوْزُ فِيْهِ مَا أَفْعَلَهُ

هِذَا بَاْبُ مَا لَا يَجُوْزُ فِيْهِ مَا أَفْعَلَهُ 1٩٥١٦٤
وَذٰلِكَ مَا كَاْنَ أَفْعَلَ وَكَاْنَ لَوْنًا أَوْ خِلْقَةً أَلَا تَرَى أَنَّك لَا تَقُوْلُ مَا أَحْمِرُهُ وَلَا مَا أَبِيْضُهُ وَلَا تَقُوْلُ فِي الْأَعْرَجِ مَا أَعْرَجَهُ وَلَا فِي الْأَعْشَى مَا أَعْشَاْهُ إنَّمَا تَقُوْلُ مَا أَشَدَّ حُمْرَتَهُ وَمَا أَشَدَّ عَشَاْهَ 2٥٤٩٦٣
ومَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِ مَا أَفْعَلُهُ لَمْ يَكُنْ فِيْهِ أَفْعَلُ بِهِ رَجُلًا وَلَا هُوَ أَفْعَلُ مِنْهُ لأَنَّكَ تُرِيْدُ أَنْ تَرْفَعَهُ مِنْ غَاْيَةٍ دُوْنَهُ كَمَا أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ مَا أَفْعَلُهُ فَأَنْتَ تُرِيْدُ أَنْ تَرْفَعَهُ عَنِ الْغَاْيَةِ الدُّنْيَا وَالْمَعْنَى فِي أَفْعَلَ بِهِ وَمَا أَفْعَلُهُ وَاحِدٌ وَكَذٰلِكَ أَفْعَلُ مِنْهَ وإنَّمَا دَعَاْهُمْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ هٰذَا الْبِنَاْءَ دَاْخِلٌ فِي الْفِعْلِ أَلَا تَرَى قُلَّتَهُ فِي الْأَسْمَاْءِ وَكَثْرَتَهُ فِي الصِّفَةِ لِمُضَاْرَعَتِهَا الْفِعْلَ فَلَمَّا كَاْنَ مُضَاْرِعًا لِلْفِعْلِ مُوَاْفِقًا لَهُ فِي الْبِنَاْءِ كُرِهَ فِيْهِ مَا لَا يَكُوْنُ فِي فِعْلِهِ أَبِدَا 3٨٧١٣٨
وَزَعَمَ الْخَلِيْلُ أَنَّهُمْ إنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ أَنْ يَقُوْلُوْا فِي هَذِهِ مَا أَفْعَلُهُ لِأَنَّ هٰذَا صَاْرَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ وَمَا لَيْسَ فِيْهِ فِعْلٌ مِنْ هٰذَا النَّحْوِ أَلَا تَرَى أَنَّك لَا تَقُوْلُ مَا أَيَّدَاْهُ وَلَا مَا أُرَجِّلُهُ إنَّمَا تَقُوْلُ مَا أَشَدُّ يَدِهِ وَمَا أَشَدَّ رِجْلَهُ وَنَحْوِ ذَلْكَ 4٦٣٩٢٧
ولَا تَكُوْنُ هَذِهِ الْأَشْيَاْءُ فِي مِفْعَاْلٍ وَلَا فُعُوْلٍ كَمَا تَقُوْلُ رَجُلٌ ضُرُوْبٌ وَرِجْلٌ مَحْسَاْنٌ لِأَنَّ هٰذَا فِي مَعْنَى مَا أَحْسَنُهُ إنَّمَا تُرِيْدُ أَنْ تُبَاْلِغَ وَلَا تُرِيْدُ أَنْ تَجْعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ كُلِّ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ ضَاْرِبٌ وَحُسْنٌ 5٤٩١٧٠
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي الأَحْمَقِ مَا أَحْمَقَهُ وَفِي الأَرْعَنِ مَا أَرْعَنَهُ وَفِي الأَنُوْكِ مَا أَنْوَكَهُ وَفِي الْأَلَدِ مَا أَلِدُهُ فَإِنَّمَا هٰذَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَنُقْصَاْنُ الْعَقْلِ وَالْفِطْنَةِ فَصَاْرَتْ مَا أَلَدَهُ بِمَنْزِلَةِ مَا أَمْرَسَهُ وَمَا أَعْلَمُهُ وَصَاْرَتْ مَا أَحْمَقَهُ بِمَنْزِلَةِ مَا أَبْلَدَهُ وَمَا أَشْجَعَهُ وَمَا أَجَنَهُ لأَنَّ هٰذَا لَيْسَ بِلَوْنٍ وَلَا خِلْقَةٍ فِي جَسَدِهِ وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِكَ مَا أَلْسَنَهُ وَمَا أَذْكُرُهُ وَمَا أَعْرِفُهُ وَأَنْظُرُهُ تُرِيْدُ نَظَرَ التَّفَكُّرِ وَمَا أَشْنَعُهُ وَهُوَ أَشْنَعُ لأَنَّهُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْقُبْحِ وَلَيْسَ بِلَوْنٍ وَلَا خِلْقَةٍ مِنَ الْجَسَدِ وَلَا نُقْصَاْنٍ فِيْهِ فَأَلْحَقُوْهُ بِبَاْبِ الْقُبْحِ كَمَا أَلْحَقُوْا أَلَدَ وَأَحْمَقُ بِمَا ذَكَرْتَ لَكَ لِأَنَّ أَصْلَ بِنَاْءِ أَحْمَقَ وَنَحْوِهِ أَنْ يَكُوْنَ عَلَى غَيْرِ بِنَاْءٍ أَفْعَلُ نَحْوِ بُلَيْدٍ وَعَلِيْمٍ وَجَاْهِلٍ وَعَاْقِلٍ وَفَهْمٍ وَحَصِيْفٍ وَكَذٰلِكَ الْأَهْوَجُ تَقُوْلُ مَا أَهْوَجُهُ كَقَوْلِكَ مَا أَجْنَهُ 6٦٩١٢٠

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-٢٦٨
بلاق
٢-٢٥٠
هارون
٤-٩٧
يعقوب
٤-٢١٤
البكّاء
٥-٤٠٥

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
1 / 0%
Segmentation
1 / 0%
Dicta
1 / 0%
Poetry
1 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe