٤٧٤
هِذَا بَاْبُ مَا تُكْسَرُ فِيْهِ أَوَاْئِلُ الْأَفْعَاْلِ الْمُضَاْرِعَةِ لِلْأَسْمَاْءِ كَمَا كَسِرَتْ ثَاْنِي الْحَرْفِ حِيْنَ قُلْتَ فَعْلَ

هِذَا بَاْبُ مَا تُكْسَرُ فِيْهِ أَوَاْئِلُ الْأَفْعَاْلِ الْمُضَاْرِعَةِ لِلْأَسْمَاْءِ كَمَا كَسِرَتْ ثَاْنِي الْحَرْفِ حِيْنَ قُلْتَ فَعْلَ 1٦٤٢٨٨
وَذٰلِكَ فِي لُغَةِ جَمِيْعِ الْعَرَبِ إلَّا أَهْلَ الْحِجَاْزِ وَذٰلِكَ قَوْلُهُمْ أَنْتَ تَعْلَمُ ذَاْكَ وَأَنَا إعْلَمٌ وَهِيَ تَعْلَمُ وَنَحْنُ نَعْلَمُ ذَاْكَ وَكَذٰلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِيْهِ فِعْلٌ مِنْ بَنَاْتِ الْيَاْءِ وَالْوَاْوِ الَّتِي الْيَاْءُ وَالْوَاْوُ فِيْهِنَّ لَاْمٌ أَوْ عَيْنَ وَالْمُضَاْعَفُ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ شَقَّيْتَ فَأَنْتَ تَشْقَى وَخَشِيْتُ فَأَنَا إخْشَى وَخُلْنَا فَنَحْنُ نَخَّاْلٌ وَعَضَضْتُنَّ فَأَنْتُنَّ تَعْضَضِدْنَ وَأَنْتَ تَعَضُّدِيْنَ 2٢٠١٢١
وَإنَّمَا كَسَرُوْا هَذِهِ الْأَوَاْئِلَ لِأَنَّهُمْ أَرَاْدُوْا أَنْ تَكُوْنَ أَوَاْئِلُهَا كَثَوَاْنِي فَعَلَ كَمَا أَلْزَمُوْا الْفَتْحَ مَا كَاْنَ ثَاْنِيَهُ مَفْتُوْحًا فِي فِعْلٍ وَكَاْنَ الْبِنَاْءُ عِنْدَهُمْ عَلَى هٰذَا أَنْ يَجُرُّوْا أَوَاْئِلَهَا عَلَى ثَوَاْنِي فِعْلِ مِنْهَا 3٢٣٨٣٩
وَقَاْلُوْا ضَرَبْت تَضْرِبُ وَأَضْرِبُ فَفَتَحُوْا أَوّلَ هٰذَا كَمَا فَتَحُوْا الرّاْءَ فِي ضَرْبٍ وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ أَنْ يَكْسِرُوْا الثَّاْنِيَ كَمَا كُسِرُوْا فِي فِعْلِ أَنَّهُ لَا يَتَحَرَّكُ فَجَعَلَ ذٰلِكَ فِي الْأَوْلَ 4٢٩١٢٦
وجَمِيْعُ هٰذَا إذَا قُلْت فِيْهِ يُفْعَلُ فَأَدْخِلَتْ الْيَاْءُ فُتِحَتْ وَذٰلِكَ أَنَّهُمْ كَرِهُوْا الْكِسْرَةَ فِي الْيَاْءِ حَيْثُ لَمْ يَخَاْفُوْا انْتِقَاْضَ مَعْنًى فَيُحْتَمَلُ ذٰلِكَ كَمَا يَكْرَهُوْنَ الْيَاْءَاْتِ وَالْوَاْوَاْتِ مَعَ الْيَاْءِ وَأَشْبَاْهِ ذَلْكَ 5٠٩٣٨٦
ولَا يُكْسَرُ فِي هٰذَا الْبَاْبِ شَيْءٌ كَاْنَ ثَاْنِيَهُ مَفْتُوْحًا نَحْوَ ضَرْبٍ وَذَهَبٍ وَأَشْبَاْهِهِمَا 6٤٣١٥٦
وَقَاْلُوْا أَبَى فَأَنْتَ تَئْبِى وَهُوَ يَئْبِى وَذٰلِكَ أَنَّهُ مِنَ الْحُرُوْفِ الَّتِي يُسْتَعْمَلُ يَفْعَلُ فِيْهَا مَفْتُوْحًا وَأَخَوَاْتِهَا وَلَيْسَ الْقِيَاْسُ أَنْ تُفْتَحَ وَإِنَّمَا هُوَ حَرْفٌ شَاْذٌّ فَلِمَّا جَاْءَ مَجِيْءُ مَا فَعَلَ مِنْهُ مَكْسُوْرٌ فَعَلُوْا بِهِ مَا فَعَلُوْا بِذٰلِكَ وَكَسَرُوْا فِي الْيَاْءِ فَقَاْلُوْا يُئْبَى وَخَاْلَفُوْا بِهِ فِي هٰذَا بَاْبَ فِعْلٍ كَمَا خَاْلَفُوْا بِهِ بَاْبَهُ حِيْنَ فَتَحُوْا وَشَبَّهُوْهُ بِيَيْجَلَ حِيْنَ أَدْخِلَتْ فِي بَاْبِ فَعَلَ وَكَاْنَ إِلَى جَنْبِ الْيَاْءِ حَرْفُ الِاْعْتِلَاْلِ وَهُمْ مِمَّا يُغَيِّرُوْنَ الْأَكْثَرَ فِي كَلَاْمِهِمْ وَيُجْسِرُوْنَ عَلَيْهِ إِذْ صَاْرَ عِنْدَهُمْ مُخَاْلِفًا 7٥١٦٩٨
وَقَاْلُوْا مَرَّهُ وَقَاْلَ بَعْضُهُمْ اوْمِرْهُ حِيْنَ خَاْلَفَتْ فِي مَوْضِعٍ وَكَثُرَ فِي كَلَاْمِهِمْ خَاْلَفُوْا بِهِ فِي مَوْضِعٍ آخِرَ 8٦٥١٢٩
وَجَمِيْعُ مَا ذَكَرْت مَفْتُوْحٌ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَاْزِ وَهُوَ الْأَصْلَ 9٣٦٦٣٧
وأَمَا يَسَعُ وَيَطَأُ فَإِنَّمَا فَتَحُوْا لِأَنَّهُ فِعْلٌ يُفْعَلُ مِثْلَ حَسَبٍ يُحْسَبُ فَفَتَحُوْا لِلْهَمْزَةِ وَالْعَيْنِ كَمَا فَتَحُوْا لِلْهَمْزَةِ وَالْعَيْنِ حِيْنَ قَاْلُوْا يَقْرَأُ وَيَفْزَعُ فَلَمَّا جَاْءَ عَلَى مِثَاْلِ مَا فُعِلَ مِنْهُ مَفْتُوْحٌ لَمْ يُكْسَرُوْا كَمَا كَسِرُوْا يَأْبَى حَيْثُ جَاْءَ عَلَى مِثَاْلِ مَا فَعَلَ مِنْهُ مَكْسُوْرٌ 10١٠٨٧٢
وَيَدُلُّك عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ فِي فَعَلْت أَنْ يَفْتَحَ يُفْعَلُ مِنْهُ عَلَى لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَاْزِ سَلَاْمَتَهَا فِي الْيَاْءِ وَتَرْكُهُمْ الضَّمَّ فِي يُفْعَلُ وَلَا يُضَمُّ لِضَمَّةِ فِعْلٍ فَإِنَّمَا هُوَ عَاْرِضٌ 11١٩٧٥٩
وَأَمَّا وَجَلٌ يُوْجَلُ وَنَحْوُهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْحِجَاْزِ يَقُوْلُوْنَ يُوْجَلُ فَيْجَرُوْنَهُ مَجْرَى عَلِمْتُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعَرَبِ سِوَى أَهْلِ الْحِجَاْزِ يَقُوْلُوْنَ فِي تَوَجُّلٍ هِيَ تَيْجَّلُ وَأَنَا إِيْجَلُّ وَنَحْنُ نَيْجَلُ وَإِذَا قُلْتَ يَفْعَلُ فَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُوْلُوْنَ يَيْجُلُ كَرَاْهِيَةَ الْوَاْوِ مَعَ الْيَاْءِ شَبِّهُوْا ذٰلِكَ بِأَيَّاْمٍ وَنَحْوِهَا وَقَاْلَ بَعْضُهُمْ يَاْجِلٌ فَأَبْدَلُوْا مَكَاْنَهَا أَلْفًا كَرَاْهِيَةَ الْوَاْوِ مَعَ الْيَاْءِ كَمَا يُبَدِّلُوْنَهَا مِنْ الْهَمْزَةِ السَّاْكِنَةِ وَقَاْلَ بَعْضُهُمْ يَيْجَّلُ كَأَنَّهُ لَمَّا كَرِهَ الْيَاْءَ مَعَ الْوَاْوِ كَسْرَ الْيَاْءِ لِيُقَلِّبَ الْوَاْوَ يَاْءً لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّ الْوَاْوَ السَّاْكِنَةَ إِذَا كَاْنَتْ قَبْلَهَا كِسْرَةً صَاْرَتْ يَاْءً وَلَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ الْوَاْوُ الَّتِي تَقَلَّبَ مَعَ الْيَاْءِ حَيْثُ كَاْنَتْ الْيَاْءُ الَّتِي قَبْلَهَا مُتَحَرِّكَةً فَأَرَاْدُوْا أَنْ يَقْلِبُوْهَا إِلَى هٰذَا الْحَدِّ وَكُرِهَ أَنْ يُقَلِّبَهَا عَلَى ذٰلِكَ الْوَجْهِ الْآخْرَ 12٤١٨٦٦
وَاْعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ كَاْنَتْ أَلِفَهُ مَوْصُوْلَةً مِمَّا جَاْوَزَ ثَلَاْثَةَ أَحْرُفٍ فِي فِعْلٍ فَإِنَّك تَكْسِرُ أَوَاْئِلَ الْأَفْعَاْلِ الْمُضَاْرِعَةِ لِلْأَسْمَاْءِ وَذٰلِكَ لِأَنَّهُمْ أَرَاْدُوْا أَنْ يَكْسِرُوْا أَوَاْئِلَهَا كَمَا كَسَرُوْا أَوَاْئِلَ فَعْلٍ فَلَمَّا أَرَاْدُوْا الْأَفْعَاْلَ الْمُضَاْرَعَةَ عَلَى هٰذَا الْمَعْنَى كَسَرُوْا أَوَاْئِلَهَا كَأَنَّهُمْ شَبَّهُوْا هٰذَا بِذٰلِكَ وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ أَنْ يَكْسِرُوْا الثَّوَاْنِيَّ فِي بَاْبِ فِعْلِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَحَرَّكَ فَوَضَعُوْا ذٰلِكَ فِي الْأَوَاْئِلِ وَلَمْ يَكُوْنُوْا لِيَكْسِرُوْا الثَّاْلِثَ فَيَلْتَبِسُ يَفْعَلُ بِيَفْعَلُ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ اسْتَغْفِرْ فَأَنْتَ تَسْتَغْفِرُ وَاحْرَنْجَمُ فَأَنْتَ تَحَرُّنْجَمٌ وَاغْدُوْدَنَّ فَأَنْتَ تَغْدُوْدُنَ وَاقْعُنْسِسْ فَأَنَا إقْعَنَسَسِ 13٦٢٦٩٧
وكَذٰلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ تَفَعَّلْت أَوْ تَفَاْعَلْت أَوْ تَفَعْلَلْت يَجْرِي هٰذَا الْمَجْرَى لِأَنَّهُ كَاْنَ عِنْدَهُمْ فِي الْأَصْلِ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ تَكُوْنَ أَوَّلُهُ أَلْفٌ مَوْصُوْلَةً لِأَنَّ مَعْنَاْهُ مَعْنَى الِاْنْفِعَاْلِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ انْفَتَحَ وَانْطَلَقَ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوْهُ اسْتِخْفَاْفًا فِي هٰذَا الْقُبَيْلِ وَقَدْ يَفْعَلُوْنَ هٰذَا فِي أَشْيَاْءَ كَثِيْرَةٍ وَقَدْ كَتَبْنَاْهَا وَسَتَرَاْهَا إنْ شَاْءَ اللَّهْ 14٣٩٧٨٩
واْلدَّلِيْلُ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّهُمْ يَفْتَحُوْنَ الْيَاْءَاْتِ فِي يَفْعَلُ وَمِثْلُ ذٰلِكَ قَوْلُهُمْ تَقَى اللَّهُ رَجُلٌ ثُمَّ قَاْلَ يَتَّقِي اللَّهَ أَجَرُوْهُ عَلَى الأَصْلِ وَإِنْ كَاْنُوْا لَمْ يَسْتَعْمِلُوْا الأَلْفَ حَذَفُوْهَا وَالْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَهَا وَجَمِيْعُ هٰذَا يَفْتَحُهُ أَهْلُ الْحِجَاْزِ وَبَنَوْا تَمِيْمٌ لَا يَكْسِرُوْنَهُ فِي الْيَاْءِ إِذَا قَاْلُوْا يَفْعَلَ 15٣٤٢٦٨
وَأَمَّا فِعْلٌ فَإِنَّهُ لَا يُضَمُّ مِنْهُ مَا كُسِرَ مِنْ فِعْلٍ لِأَنَّ الضَّمَّ أَثْقَلُ عِنْدَهُمْ فَكَرِهُوْا الضَّمَّتَيْنِ وَلَمْ يَخَاْفُوْا الْتِبَاْسَ مَعْنَيَيْنِ فَعَمَدُوْا إلَى الْأَخَفِّ وَلَمْ يُرِيْدُوْا تَفْرِيْقًا بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ كَمَا أَرَدْت ذٰلِكَ فِي فِعْلٍ يَعْنِي فِي الِاْتِّبَاْعِ فَيَحْتَمَلُ هٰذَا فَصَاْرَ الْفَتْحُ مَعَ الْكَسْرِ عِنْدَهُمْ مُحْتَمَلًا وَكَرِهُوْا الضَّمَّ مَعَ الضَّمَ 16٠٨٢٩٣

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-٢٧٥
بلاق
٢-٢٥٦
هارون
٤-١١٠
يعقوب
٤-٢٢٧
البكّاء
٥-٤٣٣

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
1 / 0%
Segmentation
1 / 0%
Dicta
1 / 0%
Poetry
1 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe