٥٥٩
هٰذَا بَاْبُ التَّضْعِيْفِ

هٰذَا بَاْبُ التَّضْعِيْفِ 1٥٤٧١٣
اعَلَمْ أَنَّ التَّضْعِيْفَ يُثْقُلُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَأَنَّ اخْتِلَاْفَ الْحُرُوْفِ أَخَفُّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَجِيْئُوْا بِشَيْءٍ مِنْ الثَّلَاْثَةِ عَلَى مِثَاْلِ الْخَمْسَةِ نَحْوَ ضَرْبُبٍ وَلَمْ يَجِيْءْ فَعَلِّلٌ وَلَا فَعَلِّلٌ إلَّا قَلِيْلًا وَلَمْ يَبْنُوْهُنَّ عَلَى فَعَاْلِلٍ كَرَاْهِيَةِ التَّضْعِيْفِ وَذٰلِكَ لِأَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْتَعْمِلُوْا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَعُوْدُوْا لَهُ فَلَمَّا صَاْرَ ذٰلِكَ تَعَبًا عَلَيْهِمْ أَنْ يُدَاْرِكُوْا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَلَا تَكُوْنُ مُهْلَةٌ كَرِهُوْهُ وَأَدْغِمُوْا لِتَكُوْنَ رِفْعَةً وَاحِدَةً وَكَاْنَ أَخَفَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِمَّا ذَكَرْت لِكَ 2٣٢٥٥٩
أَمَا مَا كَاْنَتْ عَيْنُهُ وَلَاْمَهُ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَإِذَا تَحَرَّكَتِ اللَاْمُ مِنْهُ وَهُوَ فِعْلٌ أَلْزَمُوْهُ الإِدْغَاْمَ وَأَسْكَنُوْا الْعَيْنَ فَهٰذَا مُتَلَئِّبٌ فِي لُغَةِ تَمِيْمٍ وَأَهْلِ الْحِجَاْزِ فَإِنْ أُسْكِنَتِ اللَاْمُ فَإِنَّ أَهْلَ الْحِجَاْزِ يَجُرُّوْنَهُ عَلَى الأَصْلِ لأَنَّهُ لَا يَسْكُنُ حَرْفَاْنِ وَأَمَا بَنُو تَمِيْمٍ فَيَسْكُنُوْنَ الْأَوَّلَ وَيُحَرِّكُوْنَ الْآخَرَ لِيَرْفَعُوْا أَلْسِنَتَهُمْ رِفْعَةً وَاحِدَةً وَصَاْرَ تَحْرِيْكُ الْآخَرِ عَلَى الْأَصْلِ لِئَلَّا يَسْكُنَ حَرْفَاْنِ بِمَنْزِلَةِ إخْرَاْجِ الْآخَرِيْنَ عَلَى الْأَصْلِ لِئَلَّا يَسْكُنَا وَقَدْ بَيَّنَّا اخْتِلَاْفَ لُغَاْتِ أَهْلِ الْحِجَاْزِ وَبَنِي تَمِيْمٍ فِي ذٰلِكَ وَاتِّفَاْقِهُمْ وَاخْتِلَاْفِ بَنِي تَمِيْمٍ فِي تَحْرِيْكِ الْآخَرِ وَمَنْ قَاْلَ بِقَوْلِهِمْ فِيْمَا مَضَى فِي الْأَفْعَاْلِ بِبَيَاْنِهِ وَإِنَّمَا أَكْتُبُ لَكَ هَهُنَا مَا لَمْ أَذْكُرْهُ فِيْمَا مَضَى بِبَيَاْنِهِ 3٦٢٩٢٣
فَإِنْ قِيْلَ مَا بَاْلُهُمْ قَاْلُوْا فِي فِعْلِ رَدْدٍ فَأَجَّرُوْهُ عَلَى الْأَصْلِ فَلِأَنَّهُمْ لَوْ أَسْكِنُوْا صَاْرُوْا إلَى مِثْلِ ذٰلِكَ إذْ قَاْلُوْا رَدَّدَ فَلَمَّا كَاْنَ يَلْزَمُهُمْ ذٰلِكَ التَّضْعِيْفُ كَاْنَ التَّرْكُ عَلَى الْأَصْلِ أَوْلَى وَمَعَ هٰذَا أَنَّ الْعَيْنَ الْأُوْلَى تَكُوْنُ أَبَدًا سَاْكِنَةً فِي الِاْسْمِ وَالْفِعْلِ فَكَرِهُوْا تَحْرِيْكَهَا وَلَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ أَفْعَلَ وَاسْتَفْعَلَ وَنَحْوِ ذٰلِكَ لِأَنَّ الْفَاْءَ تَحَرَّكُ وَبَعْدَهَا الْعَيْنُ وَلَا تُحَرَّكُ الْعَيْنُ وَبَعْدَهَا الْعَيْنُ أَبَدًا 4١٠٤٩٤
وَاْعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ الْأَسْمَاْءِ جَاْوَزَ ثَلَاْثَةَ أَحْرُفٍ فَإِنَّهُ يَجْرِي مَجْرَى الْفِعْلِ الَّذِي يَكُوْنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ إنْ كَاْنَ يَكُوْنُ ذٰلِكَ اللَّفْظُ فِعْلًا أَوْ كَاْنَ عَلَى مِثَاْلِ الْفِعْلِ وَلَا يَكُوْنُ فِعْلًا أَوْ كَاْنَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ لِأَنَّ فِيْهِ مِنْ الِاْسْتِثْقَاْلِ مِثْلَ مَا فِي الْفِعْلِ فَإِنْ كَاْنَ الَّذِي قَبْلَ مَا سَكَنَ سَاْكِنًا حَرَكَتَهُ وَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ حَرَكَةُ الْمَسْكَنِ وَذٰلِكَ قَوْلُك مُسْتَرَدٌ وَمُسْتَعِدٌ وَمُمَدٌ وَمُمَدٌ وَمُسْتَعِدٌ وَإِنَّمَا الْأَصْلُ مُسْتَعْدَدٌ وَمُمَدَّدٌ وَمُسْتَعْدْدٌ 5٦٢٦٥٥
وكَذٰلِكَ مُدِقٌ وَالْأَصْلُ مُدَقّقٌ وَمَرَدٌ وَأَصْلُهُ مُرْدَدٌ 6١٨٥٤٣
وإِنْ كَاْنَ الَّذِي قَبْلَ الْمَسْكَنِ مُتَحَرِّكًا تَرَكْتُهُ عَلَى حَرَكَتِهِ وَذٰلِكَ قُوْلَكَ مُرْتَدٌّ وَأَصْلُهُ مُرْتَدَدٌ كَاْنَتْ حَرَكَتُهُ أَوْلَى فَتَرَكْتُهُ عَلَى حَرَكَتِهِ إِذْ لَمْ تُضْطَرَّ إِلَى تَحْرِيْكِهِ 7٩٨٣٢٣
وإنْ كَاْنَتْ قَبْلَ الْمَسْكَنَةِ أَلْفٌ لَمْ تُغَيِّرْ الْأَلْفَ وَاحْتَمَلَتْ ذٰلِكَ الْأَلْفُ لِأَنَّهَا حَرْفٌ مُدٌّ وَذٰلِكَ قَوْلُك رَاْدُّوْا وَمَاْدُوْا وَالْجَاْدَّةُ فَصَاْرَتْ بِمَنْزِلَةِ مُتَحَرْكِ 8٩٧٢٤٠
وَأَمَّا مَا يَكُوْنُ أَفْعَلَ فَنَحَوَ أَلَدَ وَأَشَدَّ وَإِنَّمَا الْأَصْلُ أَلْدَدُ وَأَشَدَدُ وَلَكِنَّهُمْ أَلْقَوْا عَلَيْهَا حَرَكَةَ الْمَسْكَنِ وَأُجْرِيَتْ هَذِهِ الْأَسْمَاْءُ مَجْرَى الْأَفْعَاْلِ فِي تَحْرِيْكِ السَّاْكِنِ وَإِلْزَاْمِ الْإِدْغَاْمِ وَتَرْكِ الْمُتَحَرِّكِ الَّذِي قَبْلَ الْمَدْغَمِ وَتَرْكِ الْأَلِفِ الَّتِي قَبْلَ الْمُدَغْمِ 9٦٩٢٥٣
ولَا تُجْرَى مَا بَعْدَ الْأَلْفِ مَجْرَى مَا بَعْدَ الْأَلْفِ فِي يَضْرِبَاْنِنِي إذَا ثُنِيَتْ لِأَنَّ هَذِهِ النُّوْنَ الْأُوْلَى قَدْ تُفَاْرِقُهَا الْآخِرَةُ وَهَذِهِ الدَّاْلُ الْأُوْلَى الَّتِي فِي رَاْدٍ لَا تُفَاْرِقُهَا الْآخِرَةُ فَمَا يَسْتَثْقِلُوْنَ لَاْزِمٌ لِلْحَرْفَ 10٣٨٧٦٥
ولَا يَكُوْنُ اعْتِلَاْلٌ إذَا فَصَلَ بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ وَذٰلِكَ نَحْوُ الْإِمْدَاْدِ وَالْمِقْدَاْدِ وَأَشْبَاْهِهُمَا 11٧٩٦١٩
فَأَمَّا مَا جَاْءَ عَلَى ثَلَاْثَةِ أَحْرُفٍ لَا زِيَاْدَةَ فِيْهِ فَإِنْ كَاْنَ يَكُوْنُ فِعْلًا فَهُوَ بِمَنْزِلَتِهِ وَهُوَ فِعْلٌ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ فِي فِعْلِ صَبٍّ زَعَمَ الْخَلِيْلِ أَنَّهَا فِعْلٌ لأَنَّكَ تَقُوْلُ صَبَبْتُ صَبَاْبَةً كَمَا تَقُوْلُ قَنَعْتُ قَنَاْعَةً وَقَنْعٌ ومِثْلَهُ رَجُلٌ طِبٌ وَطَبِيْبٌ كَمَا تَقُوْلُ قُرْحٌ وَقَرِيْحٌ وَمُذِلٌ وَمَذِيْلٌ وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنْ فَعْلًا مَدْغَمٌ أَنَّك لَمْ تَجِدْ فِي الْكَلَاْمِ مِثْلَ طَبَبٍ عَلَى أَصْلَهِ 12٦٦٤٩٨
وكَذٰلِكَ رَجُلٌ خَاْفٌ وَكَذٰلِكَ فَعَلَ أَجْرِي هٰذَا مَجْرَى الثَّلَاْثَةِ مِنْ بَاْبٍ قُلْت عَلَى الْفِعْلِ حَيْثُ قَاْلُوْا فِي فِعْلٍ وَفِعْلٍ قَاْلَ وَخَاْفَ وَلَمْ يُفَرِّقُوْا بَيْنَ هٰذَا وَالْفِعْلِ كَمَا فَرَّقُوْا بَيْنَهُمَا فِي أَفْعَلَ لِأَنَّهُمَا عَلَى الْأَصْلِ فَجَعَلُوْا أَمْرَهُمَا وَاحِدًا حَيْثُ لَمْ يُجَاْوِزُوْا الْأَصْلَ فَكَمَا لَمْ يُحْدِثْ عَدَدٌ غَيْرِ ذٰلِكَ كَذٰلِكَ لَمْ يُحْدُثْ خِلَاْفٌ أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ أَجَرُوْا فِعْلًا اسْمًا مِنْ التَّضْعِيْفِ عَلَى الْأَصْلِ وَأَلْزَمُوْهُ ذٰلِكَ إذْ كَاْنُوْا يَجُرُّوْنَهُ عَلَى الْأَصْلِ فِيْمَا لَا يَصِحُّ فِعْلُهُ فِي فَعَلْت مِنْ بَنَاْتِ الْوَاْوِ وَلَا فِي مَوْضِعٍ جَزَمٍ كَمَا لَا يَصِحُّ الْمُضَاْعَفُ وَذٰلِكَ نَحْوُ الْخَوَنَةِ وَالْحَوْكَةِ وَالْقَوَدِ وَذٰلِكَ نَحْوُ شَرْرٍ وَمَدَدٍ وَلَمْ يَفْعَلُوْا ذٰلِكَ فِي فِعْلٍ لِأَنَّهُ لَا يَخْرُجُ عَلَى الْأَصْلِ فِي بَاْبٍ قُلْت لِأَنَّ الضَّمَّةَ فِي الْمُعْتَلِّ أَثْقَلُ عَلَيْهِمْ أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَا تَكَاْدُ تَجِدُ فِعْلًا فِي التَّضْعِيْفِ وَلَا فِعْلًا لِأَنَّهَا لَيْسَتْ تَكْثِرُ كَثْرَةَ فِعْلٍ فِي بَاْبٍ قُلْتُ وَلِأَنَّ الْكِسْرَةَ أَثْقَلُ مِنْ الْفَتْحَةِ فَكَرِهُوْهَا فِي الْمُعْتَلِّ أَلَا تَرَاْهُمْ يَقُوْلُوْنَ فَخِذٌ سَاْكِنَةً وَعَضُدٌ وَلَا يَقُوْلُوْنَ جَمَلٌ فَهُمْ لَهَا فِي التَّضْعِيْفِ أَكْرَهَ 13٢٠٨٣٠
وَقَدْ قَاْلَ قَوْمٌ فِي فِعْلٍ فَأَجْرُوْهُ عَلَى الأَصْلِ إِذْ كَاْنَ قَدْ يَصِحُّ فِي بَاْبٍ قُلْتُ وَكَاْنَتِ الْكِسْرَةُ نَحْوَ الأَلْفِ وَذٰلِكَ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ ضُفْفٌ وَقَوْمٌ ضُفِّفُو الْحَاْلَ فَأَمَّا الْوَجْهُ فَرَجُلٌ ضَفٌ وَقَوْمٌ ضَفُّوْا الْحَاْلِ وَأَمَّا مَا كَاْنَ عَلَى ثَلَاْثَةِ أَحْرُفٍ وَلَيْسَ يَكُوْنُ فِعْلًا فَعَلَى الْأَصْلِ كَمَا يَكُوْنُ ذٰلِكَ فِي بَاْبٍ قُلْتُ لِيُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَمَا فَرَقَ بَيْنَ أَفْعَلَ اسْمًا وَفِعْلًا مِنْ بَاْبٍ قُلْتُ فَمِنْ ذٰلِكَ قَوْلُكَ فِي فِعْلٍ دُرَرٌ وَقَدَدٌ وَكَلَّلٌ وَشَدِّدٌ وَفِي فِعْلِ سُرْرٌ وَخَزَزٌ وَقُذْذَاْلِسِهِمْ وَسَدَدٌ وَظُلَلٌ وَقَلَلٌ وَفِي فِعْلِ سُرْرٌ وَحَضَضٌ وَمَدَدٌ وَشَدَدٌ وَسُنَنٌ 14٠٦٣٦٤
وَقَدْ قَاْلُوْا عَمِيْمَةٌ وَعَمٌ فَأَلْزَمُوْهَا التَّخْفِيْفَ إذْ كَاْنُوْا يُخَفّفُوْنَ غَيْرَ الْمُعْتَلِّ كَمَا قَاْلُوْا بَوْنٌ فِي جَمْعِ بَوَاْنِ 15٤٦٢٧١
ومِنْ ذٰلِكَ ثَنِيٌ فَأَلْزِمُوْهَا التَّخْفِيْفَ 16٩٣٩٨١
ومَنْ قَاْلَ فِي صَيْدِ صَيْدٌ قَاْلَ فِي سُرْرِ سِرٍّ فَخُفْفَ 17٥٩٥٦٩
ولَا يَسْتَنْكِرُ فِي عَمِيْمَةٍ عَمَّمٌ فَأَمَّا الثَّنِيُّ وَنَحْوُهُ فَاْلتَّخْفِيْفُ لَمْ يَسْتَعْمِلُوْا فِي كَلَاْمِهِمْ الْيَاْءَ وَالْوَاْوَ لَاْمَاْتٍ فِي بَاْبِ فَعَلٍ وَاحْتَمِلَ هٰذَا فِي الثَّلَاْثَةِ أَيْضًا لِخِفَّتِهَا وَأَنَّهَا أَقَلُّ الْأُصُوْلِ عِدْدَا 18٣٩٣٤٠

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-٤٤٣
بلاق
٢-٣٩٧
هارون
٤-٤١٧
يعقوب
٤-٥٥٨
البكّاء
٥-٧١٢

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%
Quran
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe