٢٩٧
هٰذَا بَاْبُ فُعَلٍ

هٰذَا بَاْبُ فُعَلٍ 1١٠٦٣٦
اعَلَمْ أَنَّ كُلَّ فِعْلٍ كَاْنَ اسْمًا مَعْرُوْفًا فِي الْكَلَاْمِ أَوْ صِفَةً فَهُوَ مَصْرُوْفٌ 2٤٦٩٤٣
فَاْلْأَسْمَاْءِ نَحْوُ صُرَدٍ وَجُعْلٍ وَثَقْبٍ وَحَفْرٍ إذَا أَرَدْت جِمَاْعَ الْحُفْرَةِ وَالثّقْبَةَ 3٣٢٢٢٤
وَأَمَّا الصِّفَاْتُ فَنَحْوُ قَوْلِك هٰذَا رَجُلٌ حَطْمٌ 4٤٠٦٨٣
قَاْلَ الْحَطَمُ الْقَيْسَيَ 5٠٢٦١٨
6٣٢٧٣٨
فَإنَّمَا صَرَفْت مَا ذَكَرْت لَك لِأَنَّهُ لَيْسَ بِاْسْمٍ يُشْبِهُ الْفِعْلَ الَّذِي فِي أَوَّلِهِ زِيَاْدَةً وَلَيْسَتْ فِي آخِرِهِ زِيَاْدَةُ تَأْنِيْثٍ وَلَيْسَ بِفِعْلٍ لَا نَظِيْرَ لَهُ فِي الْأَسْمَاْءِ فَصَاْرَ مَا كَاْنَ مِنْهُ اسْمًا وَلَمْ يَكُنْ جَمْعًا بِمَنْزِلَةِ حَجَرٍ وَنَحْوِهِ وَصَاْرَ مَا كَاْنَ مِنْهُ جَمْعًا بِمَنْزِلَةِ كَسْرٍ وَإِبْرٍ 7٨١٩٧١
وَأَمَّا مَا كَاْنَ صِفَةً فَصَاْرَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ هٰذَا رَجُلٌ عَمِلٌ إذَا أَرَدْت مَعْنَى كَثِيْرِ الْعَمْلَ 8٠٨٣٢٠
وَأَمَّا عُمَرُ وَزُفَرُ فَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ صَرْفِهِمَا وَأَشْبَاْهِهِمَا أَنَّهُمَا لَيْسَا كَشَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَا وَإِنَّمَا هُمَا مَحْدُوْدَاْنِ عَنْ الْبِنَاْءِ الَّذِي هُوَ أَوْلَى بِهِمَا وَهُوَ بِنَاْؤُهُمَا فِي الْأَصْلِ فَلَمَّا خَاْلَفَا بِنَاْءَهُمَا فِي الْأَصْلِ تَرِكُوْا صَرْفَهُمَا وَذٰلِكَ نَحْوُ عَاْمِرٍ وَزَاْفَرٍ 9٤٢١١٤
وَلَا يَجِيْءُ عُمَرُ وَأَشْبَاْهُهُ مَحْدُوْدًا عَنِ الْبِنَاْءِ الَّذِي هُوَ أَوْلَى بِهِ إِلاَّْ وَذٰلِكَ الْبِنَاْءُ مَعْرِفَةٌ كَذٰلِكَ جَرَى فِي هٰذَا الْكَلَاْمِ فَإَنَّ قُلْتُ عُمْرٌ آخَرُ صَرَفْتُهُ لأَنَّهُ نَكِرَةٌ فَتَحَوَّلَ عَنْ مَوْضِعِ عَاْمِرٍ مَعْرِفَةً 10٢٣٥٥٤
وَإنْ حَقَرْتهُ صَرَفْتهُ لِأَنَّ فَعِيْلًا لَا يَقَعُ فِي كَلَاْمِهِمْ مَحْدُوْدًا عَنْ فُوَيْعِلٍ وَأَشْبَاْهِهِ كَمَا لَمْ يَقَعْ فِعْلٌ نَكِرَةً مَحْدُوْدًا عَنْ عَاْمِرٍ فَصَاْرَ تَحْقِيْرُهُ كَتَحْقِيْرِ عَمْرٍوٌ كَمَا صَاْرَتْ نَكِرْتُهُ كَصُرَدٍ وَأَشْبَاْهِهِ وَهٰذَا قَوْلُ الْخَلَيْلِ 11٣٤٩٢٤
وَزَحْلَ مَعْدُوْلٌ فِي حَاْلَةٍ إذَا أَرَدْتَ اسْمَ الْكَوْكَبِ فَلَا يَنْصَرْفَ 12٧٠٥٦٧
وَسَأَلْتهُ عَنْ جَمْعٍ وَكَتَعٍ فَقَاْلَ هُمَا مَعْرِفَةٌ بِمَنْزِلَةِ كُلِّهِمْ وَهُمَا مَعْدُوْلَتَاْنِ عَنْ جَمْعٍ جُمَعَاْءَ وَجَمْعٍ كَتْعَاْءٍ وَهُمَا مُنْصَرِفَاْنِ فِي النّكْرَةِ 13٤٧٦٥٠
وَسَأَلْتْهُ عَنْ صِغَرٍ مِنْ قَوْلِهِ الصِّغَرِيِّ وَصَغُرَ فَقَاْلَ أَصْرَفُ هٰذَا فِي الْمَعْرِفَةِ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ ثُقْبَةٍ وَثَقْبٍ وَلَمْ يُشْبِهْ بِشَيْءٍ مَحْدُوْدٍ عَنْ وَجْهِهِ 14٣١٣٣٥
قُلْتُ فَمَا بَاْلٌ أُخَرُ لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ فَقَاْلَ لأَنَّ أُخَرَ خَاْلَفَتْ أَخَوَاْتُهَا وَأَصْلُهَا وَإِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ الطُّوْلِ وَالْوَسَطِ وَالْكِبَرِ لَا يَكُنْ صِفَةً إِلاَّْ وَفِيْهِنَّ أَلْفٌ وَلَاْمَ فَتُوْصَفُ بِهِنَّ الْمَعْرِفَةُ أَلَا تَرَى أَنَّكَ لا تَقُوْلَ نْسُوَةٌ صِغَرٌ وَلَا هَؤُلَاْءِ نِسْوَةٌ وَسَطٌ وَلَا تَقُوْلُ هَؤُلَاْءِ قَوْمٌ أَصَاْغِرُ فَلَمَّا خَاْلَفَتْ الْأَصْلَ وَجَاْءَتْ صِفَةٌ بِغَيْرِ الْأَلْفِ وَاللَّاْمِ تَرَكُوْا صَرْفَهَا كَمَا تُرِكُوْا صَرْفَ لِكَعٍ حِيْنَ أَرَاْدُوْا يَا أَلْكَعَ وَفَسَقَ حِيْنَ أَرَاْدُوْا يَا فَاْسِقَ وَتَرَكَ الصَّرْفَ فِي فِسْقٍ هُنَا لِأَنَّهُ لَا يَتَمَكَّنُ بِمَنْزِلَةِ يَا رَجُلُ لِلْعَدْلِ فَإِنْ حَقِرْتْ أَخَّرَ اسْمَ رَجُلٍ صَرَفْتُهُ لِأَنَّ فَعِيْلًا لَا يَكُوْنُ بِنَاْءً لِمَحْدُوْدٍ عَنْ وَجْهِهِ فَلَمَّا حَقِرَتْ غَيَّرْتْ الْبِنَاْءَ الَّذِي جَاْءَ مَحْدُوْدًا عَنْ وَجْهِهِ 15٠٦٦٧٤
وَسَأَلْتْهُ عَنْ أَحَاْدٍ وَثَنَاْءٍ وَمَثْنَى وَثُلَاْثٍ وَرُبَاْعٍ فَقَاْلَ هُوَ بِمَنْزِلَةِ أُخَرَ إنَّمَا حَدَّهُ وَاحِدًا وَاحِدًا وَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ فَجَاْءَ مَحْدُوْدًا عَنْ وَجْهِهِ فَتَرَكَ صَرْفَهُ 16٢٠٠٨٩
قُلْتُ أَفَتَصَرِّفُهُ فِي النَّكِرَةِ قَاْلَ لا لأَنَّهُ نَكِرَةٌ يُوْصَفُ بِهِ نَكِرَةً وَقَاْلَ لِي قَاْلَ أَبُو عَمْرٍوأُوْلِي أَجْنِحَةٌ مَثْنِى وَثُلاْثَ وَرْبَاْعُصَفَةٌ كَأَنَّكَ قُلْتَ أُوْلِي أَجْنِحَةٍ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَثَلَاْثَةٍ ثَلَاْثَةٍ وَتَصْدِيْقُ قَوْلِ أَبِي عَمْرٍوٍ قَوْلُ سَاْعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ 17٨٤٢٣٥
18٣٨٠٠٤
ثَمَ قَاْلَ 19٤٣٢٢٤
20٠٥٤٩٣
فَإذَا حُقِرَتْ ثَنَاْءً وَأَحَاْدَ صَرَفْتهُ كَمَا صَرَفْت أَخِيْرًا وَعُمَيْرًا تَصْغِيْرُ عُمَرَ وَأُخَرَ إذَا كَاْنَ اسْمَ رَجُلٍ لِأَنَّ هٰذَا لَيْسَ هُنَا مِنْ الْبِنَاْءِ الَّذِي يُخَاْلِفُ بِهِ الْأَصْلَ 21٣٥٣٢٢
فَإِنْ قُلْتَ مَا بَاْلٌ قَاْلَ صَرِفَ اسْمُ رَجُلٍ وَقِيْلَ الَّتِي هِيَ فِعْلٌ وَهُمَا مَحْدُوْدَاْنِ عَنِ الْبِنَاْءِ الَّذِي هُوَ الأَصْلُ فَلَيْسَ يَدْخُلُ هٰذَا عَلَى أَحَدٍ فِي هٰذَا الْقَوْلِ مِنْ قَبْلَ أَنَّكَ خَفَّفْتْ فِعْلَ وَفِعْلَ نَفْسِهِ كَمَا خَفَفْتُ الْحَرَكَةِ مَنْ عَلِمَ وَذٰلِكَ مِنْ لُغَةِ بَنِي تَمِيْمٍ فَتَقُوْلُ عِلْمَ كَمَا حُذِفَتْ الْهَمْزَةُ مَنْ يَرَى وَنَحْوَهَا فَلَمَّا خِفْتَ وَجَاْءَتْ عَلَى مِثَاْلِ مَا هُوَ فِي الْأَسْمَاْءِ صُرِفَتْ وَأَمَّا عُمَرُ فَلَيْسَ مَحْذُوْفًا مِنْ عَاْمِرٍ كَمَا أَنَّ مَيِّتًا مَحْذُوْفٌ مِنْ مَيِّتٍ وَلَكِنَّهُ اسْمٌ بَنِيَّ مِنْ هٰذَا اللَّفْظِ وَخُوْلِفَ بِهِ بِنَاْءَ الْأَصْلِ يَدُلُّكَ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ مَثْنَى لَيْسَ مَحْذُوْفًا مِنْ اثْنَيْنِ 22٥٤٤٧٧
وَإنْ سُمِّيَتْ رَجُلًا ضُرِبَ ثُمَّ خَفَّفْتهُ فَأُسْكِنَتْ الرَّاْءُ صَرَفْتهُ لِأَنَّك قَدْ أَخْرَجْتهُ إلَى مِثَاْلِ مَا يَنْصَرِفُ كَمَا صُرَفْت قِيْلَ وَصَاْرَ تَخْفِيْفُك لِضَرْبٍ كَتَحْقِيْرِك إيَّاْهُ لِأَنَّك تُخْرِجُهُ إلَى مِثَاْلِ الْأَسْمَاْءِ وَلَوْ تَرَكْت صَرْفَ هَذِهِ الْأَشْيَاْءِ فِي التَّخْفِيْفِ لِلْعَدْلِ لَمَا صَرَفْت اسْمَ هَاْرٍ لِأَنَّهُ مَحْذُوْفٌ مِنْ هَاْئِرٍ 23٨٨٩٦٢

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-١٤
بلاق
٢-١٣
هارون
٣-٢٢٢
يعقوب
٣-٢٤٦
البكّاء
٤-٣٨٠

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe