٢٩٨
هُذَا بَاْبُ مَا كَاْنَ عَلَى مِثَاْلِ مَفَاْعِلَ وَمَفَاْعِيْلِ

هُذَا بَاْبُ مَا كَاْنَ عَلَى مِثَاْلِ مَفَاْعِلَ وَمَفَاْعِيْلِ 1٠٥٥٥٠
اعَلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَكُوْنُ عَلَى هٰذَا الْمِثَاْلِ إلَّا لَمْ يَنْصَرِفْ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ وَذٰلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَكُوْنُ وَاحِدًا يَكُوْنُ عَلَى هٰذَا الْبِنَاْءِ وَالْوَاْحِدُ أَشَدُّ تَمَكُّنًا وَهُوَ الْأَوَّلُ فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ هٰذَا مِنْ بِنَاْءِ الْوَاْحِدِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ تَمَكُّنًا وَهُوَ الْأَوَّلُ تَرَكُوْا صَرْفَهُ إذْ خَرَجَ مِنْ بِنَاْءِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ تَمْكْنًا 2٣٠٨٧٣
وَإنَّمَا صَرَفْت مُقَاْتِلًا وَعَذَاْفِرًا لِأَنَّ هٰذَا الْمِثَاْلَ يَكُوْنُ لِلْوَاْحِدِ 3٧٦١٦٠
قُلْتُ فَمَا بَاْلُ ثَمَاْنٍ لَمْ يُشْبِهْ صَحَاْرِى وَعَذَاْرِى قَاْلَ الْيَاْءُ فِي ثَمَاْنِي يَاْءِ الإِضَاْفَةِ أَدْخَلَتْهَا عَلَى فَعَّاْلٍ كَمَا أَدْخَلْتْهَا عَلَى يَمَاْنٍ وَشَآمَ فَصُرْفَتَ الَاْسِمٍ إِذَا خَفِّفَتْ كَمَا صَرَفْتُهُ إِذْ ثَقُلَتْ يَمَاْنِيٌ وَشَآمِيٌ وَكَذٰلِكَ رُبَاْعٍ فَإِنَّمَا أَلْحَقْتُ هَذِهِ الْأَسْمَاْءَ يَاْءَاْتِ الْإِضَاْفَةَ 4٦٨١٩٩
قُلْت أَرَأَيْتَ صَيَاْقِلَةً وَأَشْبَاْهَهَا لِمَ صُرِفْتْ قَاْلَ مِنْ قَبْلِ أَنَّ هَذِهِ الْهَاْءَ إنَّمَا ضَمْتْ إلَى صَيَاْقِلَ كَمَا ضُمْت مَوْتٌ إلَى حَضَرٍ وَكَرْبٍ إلَى مَعْدِي فِي قَوْلِ مَنْ قَاْلَ مَعَدَ يَكْرَبٌ وَلَيْسَتْ الْهَاْءُ مِنْ الْحُرُوْفِ الَّتِي تَكُوْنُ زِيَاْدَةً فِي هٰذَا الْبِنَاْءِ كَاْلْيَاْءِ وَالْأَلْفِ فِي صَيَاْقِلَةٍ وَكَاْلْيَاْءِ وَالْأَلْفِ اللَّتَيْنِ يُبْنَى بِهِمَا الْجَمِيْعُ إذَا كَسَرَتْ الْوَاْحِدَ وَلَكِنَّهَا إنَّمَا تَجِيْءُ مَضْمُوْمَةً إلَى هٰذَا الْبِنَاْءِ كَمَا تُضَمُّ يَاْءُ الْإِضَاْفَةِ إلَى مَدَاْئِنَ وَمَسَاْجِدَ بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنْ الْبِنَاْءِ فَتَلْحَقُ مَا فِيْهِ الْهَاْءُ مِنْ نَحْوِ صَيَاْقِلَةٍ بِبَاْبِ طَلْحَةٍ وَتَمْرَةٍ كَمَا تَلْحَقُ هٰذَا بِبَاْبِ تَمِيْمِيٍ وَقِيْسِيٍ يَعْنِي قَوْلَك مَدَاْئِنِيٌ وَمَسَاْجِدِيٌ فَقَدْ أَخْرَجْتْ هَذِهِ الْيَاْءَ مَفَاْعِيْلَ وَمَفَاْعِلَ إلَى بَاْبِ تَمِيْمِي كَمَا أَخْرَجْتْهُ الْهَاْءُ إلَى بَاْبِ طَلْحَةٍ أَلَا تَرَى أَنَّ الْوَاْحِدَ تَقُوْلُ لَهُ مَدَاْئِنِيٌ فَقَدْ صَاْرَ يَقَعُ لِلْوَاْحِدِ وَيَكُوْنُ مِنْ أَسْمَاْئِهِ 5١٧٩٠٨
وَقَدْ يَكُوْنُ هٰذَا الْمِثَاْلُ لِلْوَاْحِدِ نَحْوَ رَجُلٍ عُبَاْقِيَةٍ فَلَمَّا لَحِقَتْ هَذِهِ الْهَاْءُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الْعَرَبِ مِثْلُ الْبِنَاْءِ الَّذِي لَيْسَ فِي الْأَصْلِ لِلْوَاْحِدِ وَلَكِنَّهُ صَاْرَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ ضَمٍّ إِلَيْهِ اسْمٌ فَجَعَلَ اسْمًا وَاحِدًا فَقَدْ تَغَيَّرَ بِهٰذَا عَنْ حَاْلِهِ كَمَا تَغَيَّرَ بِيَاْءِ الْإِضَاْفَةَ 6٧٩٢٥٠
وَيَقُوْلُ بَعْضُهُمْ جَنْدَلٌ وَذُلْذَلٌ يَحْذِفُ أَلْفَ جَنَاْدِلَ وَذَلَاْذِلَ وَيَنُوْنُوْنَ وَيَجْعَلُوْنَهُ عِوَضًا مِنْ هٰذَا الْمَحْذُوْفِ 7٠٠٦٣٨
وَاْعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا سَمَّيْتَ رَجُلاًْ مَسَاْجِدَ ثُمَّ حَقَرْتُهُ صَرَفْتُهُ لأَنَّكَ قَدْ حَوَّلْتَ هٰذَا الْبِنَاْءَ وَإِنْ سَمَّيْتَهُ حَضَاْجِرَ ثُمَّ حَقَرْتُهُ صَرَفْتُهُ لِأَنَّهَا إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِجَمْعِ الْحَضْجَرِ سَمِعْنَا الْعَرَبَ يَقُوْلُوْنَ أُوْطِبٌ حَضَاْجِرَ وَإِنَّمَا جُعِلَ هٰذَا اسْمًا لِلضَّبُعِ لِسَعَةٍ بِطَنْهَا 8٥٢٢٨٠
وَأَمَّا سَرَاْوِيْلُ فَشَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ أَعْجَمِيٌّ أَعْرَبُ كَمَا أَعْرَبَ الْآجِرُ إلَّا أَنَّ سَرَاْوِيْلَ أَشْبَهُ مِنْ كَلَاْمِهِمْ مَا لَا يَنْصَرِفُ فِي نَكِرَةٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ كَمَا أَشْبَهَ بِقَمِّ الْفِعْلِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيْرٌ فِي الْأَسْمَاْءِ فَإِنْ حَقَّرَتْهَا اسْمَ رَجُلٍ لَمْ تَصْرِفْهَا كَمَا لَا تُصْرَفُ عَنَاْقَ اسْمِ رَجُلِ 9٣٣٥٨٢
وَأَمَّا شَرَاْحِيْلُ فَتَحْقِيْرُهُ يَنْصَرِفُ لِأَنَّهُ عَرَبِيٌ وَلَا يَكُوْنُ إلَّا جَمَاْعًا 10٧٩٩٣٣
وَأَمَّا أَجْمَاْلٌ وَفُلُوْسٌ فَإِنَّهَا تَنْصَرِفُ وَمَا أَشْبَهَهَا لِأَنَّهَا ضَاْرَعَتْ الْوَاْحِدَ أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُوْلُ أَقْوَاْلٌ وَأَقَاْوِيْلُ وَأَعْرَاْبٌ وَأَعَاْرِيْبُ وَأَيْدٍ وَأَيَّاْدٍ فَهَذِهِ الْأَحْرَفُ تَخْرُجُ إلَى مِثَاْلِ مَفَاْعِلَ وَمَفَاْعِيْلَ إذَا كُسِرَ لِلْجَمْعِ كَمَا يَخْرُجُ إلَيْهِ الْوَاْحِدُ إذَا كُسِرَ لِلْجَمْعَ 11٢٣٤٦٣
وأَمَّا مَفَاْعِلُ وَمَفَاْعِيْلُ فَلَا يُكْسَرُ فَيُخْرُجُ الْجَمْعُ إِلَى بِنَاْءٍ غَيْرِ هٰذَا لأَنْ هٰذَا الْبِنَاْءَ هُوَ الْغَاْيَةُ فَلَمَّا ضَاْرَعْتُ الْوَاْحِدَ صُرَفْتُ كَمَا أَدْخَلُوْا الرَّفْعَ وَالنَّصْبُ فِي يَفْعَلُ حِيْنَ ضَاْرَعَ فَاْعِلًا وَكَمَا تَرَكَ صَرْفَ أَفْعَلَ حِيْنَ ضَاْرَعَ الْفَعْلُ 12٤٢٨٨٣
وكَذٰلِكَ الْفُعُوْلُ لَوْ كَسَرَ مِثْلَ الْفُلُوْسِ لَأَنْ تَجْمَعَ جَمْعًا لِأَخْرَجَ إلَى فَعَاْئِلَ كَمَا تَقُوْلُ جُدُوْدٌ وَجَدَاْئِدُ وَرُكُوْبٌ وَرَكَاْئِبُ وَلَوْ فَعَلْت ذٰلِكَ بِمَفَاْعِلَ وَمَفَاْعِيْلَ لَمْ تُجَاْوِزْ هٰذَا وَيُقَوِّي ذٰلِكَ أَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُوْلُ أُتِيٌ لِلْوَاْحِدِ فَيَضُمُّ الْأَلْفَ 13٩١١١٦
وأَمَّا أَفْعَاْلٌ فَقَدْ يَقَعُ لِلْوَاْحِدِ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُوْلُ هُوَ الأَنْعَاْمُ وَقَاْلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَنَسِقِيْكُمْ مِمَّا فِي بُطُوْنِهِ 14١٠٥٠٤
وَقَاْلَ أَبُو الْخَطَّاْبِ سَمِعْت الْعَرَبَ يَقُوْلُوْنَ هٰذَا ثَوْبٌ أَكْيَاْشٌ وَيُقَاْلُ سَدُوْسٌ لِضَرْبٍ مِنْ الثِّيَاْبِ كَمَا تَقُوْلُ جَدُوْرٌ وَلَمْ يُكْسَرْ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَاْلْجُلُوْسِ وَالْقُعَوْدَ 15٨٠٤٧٥
وَأَمَّا بَخَاْتِي فَلَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَدَاْئِنِيٍ لأَنَّكَ لَمْ تَلْحَقْ هَذِهِ الْيَاْءُ بُخَاْتٍ لِلإِضَاْفَةِ وَلَكِنَّهَا الَّتِي كَاْنَتْ فِي الْوَاْحِدِ إِذَا كَسَرَتْهُ لِلْجَمْعِ فَصَاْرَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاْءِ فِي حَذَرِيَّةٍ إِذَا قُلْتَ حَذَاْرٍ وَصَاْرَتْ هَذِهِ الْيَاْءُ كَدَاْلِ مَسَاْجِدَ لأَنَّهَا جَرْتُ فِي الْجَمْعِ مَجْرَى هَذِهِ الدَّاْلِ لِأَنَّكَ بَنَيْتَ الْجَمْعَ بِهَا وَلَمْ تَلْحَقْهَا بَعْدَ فَرَاْغِ مَنْ بِنَاْئِهَا 16٨١١١٧
وَقَدْ جَعَلَ بَعْضُ الشُّعَرَاْءِ ثَمَاْنِيَ بِمَنْزِلَةِ حَذَّاْرٍ حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّاْبِ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَرَبَ يَنْشُدُوْنَ هٰذَا الْبَيْتَ غَيْرَ مُنَوِّنٍ قَاْلَ 17٤٤٦٣٣
18٠٦٤٢٠
وإذَا حَقِرَتْ بَخَاْتِي اسْمِ رَجُلٍ صَرَفْتْهُ كَمَا صُرِفَتْ تَحْقِيْرُ مَسَاْجِدَ وَكَذٰلِكَ صَحَاْرٍ فِيْمَنْ قَاْلَ صَحِيْرٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِبِنَاْءٍ جَمْعَ 19٦٨٦٩٨
وأَمَّا ثَمَاْنٍ إِذَا سَمَّيْتْ بِهِ رَجُلًا فَلَا تُصْرَفَ لأَنَّهَا وَاحِدَةٌ كَعَنَاْقٍ وَصِحَاْرٍ جِمَاْعٌ كَعَنُوْقٍ فَإِذَا ذَهَبَ ذٰلِكَ الْبِنَاْءُ صَرَفَتْهُ وَيَاْءٌ ثَمَاْنٍ كَيَّاْءٌ قَمْرِيٍ وَبُخْتِيٍ لَحِقَتْ كَلَحَاْقِ يَاْءٍ يَمَاْنٍ وَشَآمٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْهِمَا مَعْنَى إِضَاْفَةٍ إِلَى بَلَدٍ وَلَا إِلَى أَبٍ كَمَا لَمْ يَكُ ذٰلِكَ فِي بِخُتِيٍ ورْبَاْعٍ بِمَنْزِلَتِهِ وَأُجْرِي مَجْرَى سُدَاْسِيٍ وَكَذٰلِكَ حَوَاْرِيٌ وَأَمَّا عَوَاْرِي وَعِوَاْدِي وَحَوَاْلِي فَإِنَّهُ كَسْرَ عَلَيْهِ حَوْلِيٌ وَعَاْدِيٌ وَعَاْرِيَّةٌ وَلَيْسَتْ يَاْءً لَحِقْتْ حَوَاْلِ 20٥٥٦٤٢

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-١٥
بلاق
٢-١٥
هارون
٣-٢٢٧
يعقوب
٣-٢٥٠
البكّاء
٤-٣٨٥

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe