٥٦٨
هُذَا بَاْبُ الْإِدْغَاْمِ فِي حُرُوْفِ طَرَفِ اللِّسَاْنِ وَالثَّنَاْيَا

هُذَا بَاْبُ الْإِدْغَاْمِ فِي حُرُوْفِ طَرَفِ اللِّسَاْنِ وَالثَّنَاْيَا 1٢٧٢٩٤
الِطَاْءٍ مَعَ الدَّاْلِ كَقَوْلِكَ اضْبِدْ لِمَا لِأَنَّهُمَا مَعَ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَهِيَ مِثْلُهَا فِي الشِّدَّةِ إلَّا أَنَّكَ قَدْ تَدَعُ الْإِطْبَاْقَ عَلَى حَاْلِهِ فَلَا تُذْهِبْهُ لِأَنَّ الدَّاْلَّ لَيْسَ فِيْهَا إطْبَاْقٌ فَإِنَّمَا تَغْلِبُ عَلَى الطَّاْءِ لِأَنَّهَا مِنْ مَوْضِعِهَا وَلِأَنَّهَا حَصَرَتِ الصَّوْتَ مِنْ مَوْضِعِهَا كَمْ حَصَرَتْهُ الدَّاْلُّ فَأَمَّا الْإِطْبَاْقُ فَلَيْسَتْ مِنْهُ فِي شَيْءٍ وَالْمُطْبِقُ أَفْشَى فِي السَّمْعِ وَرَأَوْا إجْحَاْفًا أَنْ تَغْلِبَ الدَّاْلَّ عَلَى الْإِطْبَاْقِ وَلَيْسَ كَاْلطَّاْءِ فِي السَّمْعِ وَمِثْلُ ذٰلِكَ إدْغَاْمُهُمْ النُّوْنَ فِيْمَا تَدْغَمُ فِيْهِ بَغْتَةً وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُذْهِبُ الْإِطْبَاْقَ حَتَّى يَجْعَلَهَا كَاْلدَّاْلِّ سَوَاْءً أَرَاْدُوْا أَنْ لَا تُخَاْلِفَهَا إذْ آثَرُوْا أَنْ يَقَلِبُوْهَا دَاْلًّا كَمَا أَنَّهُمْ أَدْغَمُوْا النُّوْنَ بِلَا غَنَّةِ 2٦٩٧٧٤
وكَذٰلِكَ الطَّاْءِ مَعَ التَّاْءِ إلَّا أَنَّ إذْهَاْبَ الْإِطْبَاْقِ مَعَ الدَّاْلِ أَمْثَلُ قَلِيْلًا لِأَنَّ الدَّاْلَّ كَاْلطَّاْءِ فِي الْجَهْرِ وَالتَّاْءُ مَهْمُوْسَةٌ وَكَّلَ عَرَبِيٍ وَذٰلِكَ انْقَتَوْأُمًا تَدَغْمِ 3٤٩٢٥٩
وَتَصِيْرُ الدَّاْلُّ مَعَ الطَّاْءِ طَاْءً وَذٰلِكَ انْقِطَاْلِبًا وَكَذٰلِكَ التَّاْءُ وَهُوَ قَوْلُك انْعُطَاْلِبًا لِأَنَّك لَا تُجْحِفُ بِهِمَا فِي الْإِطْبَاْقِ وَلَا فِي غَيْرِهِ 4٣٦٣٠٦
وكَذٰلِكَ التَّاْءِ مَعَ الدَّاْلِ وَالدَّاْلِ مَعَ التَّاْءِ لَأَنْ لَيْسَ بَيْنَهُمَا إلَّا الْهَمْسُ وَالْجَهْرُ لَيْسَ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا إطْبَاْقٌ وَلَا اسْتِطَاْلَةٌ وَلَا تَكْرِيْرٌ 5٤٨٤٨٨
ومِمَّا اخْلَصَّتْ فِيْهِ الطَّاْءُ تَاْءً سَمَاْعًا مِنَ الْعَرَبِ قَوْلُهُمْ حَتَّهُمْ يُرِيْدُوْنَ حِطَّتَهُمَ وَالِتَاْءَ وَالدَّاْلُ سَوَاْءٌ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا تُدْغَمُ فِي صَاْحِبَتِهَا حَتَّى تَصِيْرَ التَّاْءُ دَاْلًّا وَالدَّاْلُ تَاْءً لِأَنَّهُمَا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَهُمَا شَدِيْدَتَاْنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ إِلَّا الْجَهْرُ وَالْهَمْسُ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ انْعِدْلَاْمًا وَانْقَتَلَكَ فَتَدْغْمِ 6٨٠٠٥٦
وَلَوْ بَيَّنَتْ فَقُلْتُ اضْبِطْ دَلَاْمًا وَاضْبِطْ تِلْكَ وَانْقُدْ تِلْكَ وَانْعْتْ دَلَاْمًا لَجَاْزَ وَهُوَ يُثْقِّلُ التَّكَلُّمَ بِهِ لِشِدَّتِهِنَّ وَلِلُزُوْمِ اللِّسَاْنِ مَوْضِعُهُنَّ لَا يَتَجَاْفَى عَنْهُ 7١٠٦٦٣
فَإِنْ قُلْت أَقُوْلُ اصْحَبْ مَطَرًا وَهُمَا شَدِيْدَتَاْنِ وَالْبَيَاْنُ فِيْهِمَا أَحْسَنُ فَإِنَّمَا ذٰلِكَ لِاْسْتِعَاْنَةِ الْمِيْمِ بِصَوْتِ الْخَيَاْشِيْمِ فَضَاْرَعَتْ النُّوْنَ وَلَوْ أَمْسَكَتْ بِأَنْفِك لَرَأَيْتهَا بِمَنْزِلَةِ مَا قَبْلَهَا 8١٠٧٩٨
وَقِصَّةُ الصَّاْدِ مَعَ الزَّاْيِ وَالسِّيْنِ كَقِصَّةِ الطَّاْءِ وَالدَّاْلِ وَالتَّاْءِ وَهِيَ مِنْ السِّيْنِ كَاْلطَّاْءِ مِنْ الدَّاْلِ لِأَنَّهَا مَهْمُوْسَةً مِثْلُهَا وَلَيْسَ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إلَّا الْإِطْبَاْقُ وَهِيَ مِنْ الزَّاْيِ كَاْلطَّاْءِ مِنْ التَّاْءِ لِأَنَّ الزَّاْيَ غَيْرُ مَهْمُوْسَةٍ وَذٰلِكَ قَوْلُك افْحِسَاْلَمًا فَتَصِيْرُ سِيْنًا وَتَدَعُ الْإِطْبَاْقَ عَلَى حَاْلِهِ وَإِنْ شِئْت أَذْهَبْتهُ وَتَقُوْلُ افْحَزْرَدَةً وَإِنْ شِئْت أَذْهَبْت الْإِطْبَاْقَ وَإِذْهَاْبَهُ مَعَ السِّيْنِ أَمْثَلُ قَلِيْلًا لِأَنَّهَا مَهْمُوْسَةٌ مِثْلَهَا وَكَّلَهُ عِرْبِيٌ 9٨٨٧٣١
وَيَصِيْرَاْنِ مَعَ الضَّاْدِ كَمَا صَاْرَتِ الدَّاْلُ وَالتَّاْءُ مَعَ الطَّاْءِ طَاْءً يَدْلُكَ الْتَفْسِيْرٌ وَالْبَيَاْنُ فِيْهَا أَحْسَنُ لِرَخَاْوَتِهِنَّ وَتَجَاْفِي اللِّسَاْنِ عَنْهُنَّ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ احْبَصَاْبِرًا وَأَحْوَصَاْبِرًا وَالزَّاْيُ وَالسِّيْنُ بِمَنْزِلَةِ التَّاْءِ وَالدَّاْلِ تَقُوْلُ احْبَزْرْدَةٌ وَرُسْلُمَةُ فَتَدْغْمِ 10١١٦٩٤
وَقِصَّةُ الطَّاْءِ وَالذَّاْلِ وَالثَّاْءِ كَذٰلِكَ أَيْضًا وَهِيَ مَعَ الذَّاْلِ كَاْلطَّاْءِ مَعَ الدَّاْلِ لِأَنَّهَا مَجْهُوْرَةٌ مِثْلُهَا وَلَيْسَ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إلَّا الْإِطْبَاْقُ وَهِيَ مِنْ الثَّاْءِ بِمَنْزِلَةِ الطَّاْءِ مِنْ التَّاْءِ وَذٰلِكَ قَوْلُك احْفَذَلَك فَتَدْغِمُ وَتَدَعُ الْإِطْبَاْقَ وَإِنْ شِئْت أَذْهَبْتهُ وَتَقُوْلُ احْفُثَاْبَتًا وَإِنْ شِئْت أَذْهَبْت الْإِطْبَاْقَ وَإِذْهَاْبَهُ مَعَ الثَّاْءِ كَإِذْهَاْبِهِ مَعَ الطَّاْءِ التَّاْءِ 11٣٢٣٦١
وإنْ أَدْغَمَتْ الذَّاْلَ وَالثَّاْءَ فِيْهِمَا أَنْزَلَتْهُمَا مَنْزِلَةَ الدَّاْلِ وَالتَّاْءِ إذَا أَدْغَمَتْهُمَا فِي الطَّاْءِ وَذٰلِكَ قَوْلُك خَظَاْلِمًا وَابْعَاْلْمًا 12٦٥٩٧٥
والذَّاْلِ وَالثَّاْءِ مَنْزِلَةَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاْحِبَتِهَا مَنْزِلَةَ الدَّاْلِ وَالتَّاْءِ وَذٰلِكَ قَوْلُك خَثَاْبَتًا وَابْعَدْلَك وَالْبَيَاْنُ فِيْهِنَّ أَمْثَلُ مِنْهُ فِي الصَّاْدِ وَالسِّيْنِ وَالزَّاْيِ لِأَنَّ رَخَاْوَتَهُنَّ أَشَدُّ مِنْ رَخَاْوَتِهِنَّ لِاْنْحِرَاْفِ طَرَفِ اللِّسَاْنِ إلَى طَرَفِ الثَّنَاْيَا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ رَدٌّ وَالْإِدْغَاْمُ فِيْهِنَّ أَكْثَرُ وَأَجْوَدُ لِأَنَّ أَصْلَ الْإِدْغَاْمِ لِحُرُوْفِ اللِّسَاْنِ وَالْفَمِ وَأَكْثَرِ حُرُوْفِ اللِّسَاْنِ مِنْ طَرَفِ اللِّسَاْنِ وَمَا يُخَاْلِطُ طَرَفَ اللِّسَاْنِ وَهِيَ أَكْثَرُ مِنْ حُرُوْفِ الثَّنَاْيَا 13٣١٣٦٥
وَاْلطَّاْءِ وَالدَّاْلِ وَالتَّاْءِ يُدْغَمْنَ كُلُّهُنَّ فِي الصَّاْدِ وَالزَّاْيِ وَالسِّيْنِ لِقُرْبِ الَمَخْرَجَيْنِ لِأَنَّهُنَّ مِنْ الثَّنَاْيَا وَطَرَفِ اللِّسَاْنِ وَلَيْسَ بَيْنَهُنَّ فِي الْمَوْضِعِ إِلَّا أَنَّ الطَّاْءَ وَأُخْتَيْهَا مِنْ أَصْلِ الثَّنَاْيَا وَهُنَّ مِنْ أَسْفَلِهِ قَلِيْلًا مِمَّا بَيْنَ الثَّنَاْيَا وَذٰلِكَ قَوْلُكَ ذَهْبَسَلِمِى وَقَسْمِعْتَ فَتُدْغَمُ وَادْبَزْرَدَةَ فَتَدْغِمُ وَانْعَصَاْبَرًا فَتُدْغَمُ وَسَمِعْنَاْهُمْ يَنْشُدُوْنَ هٰذَا الْبَيْتَ لِاْبْنِ مُقْبْلِ 14٤٨٤٩٦
15٤٣٣٦٥
فَأَدْغَمَ التَّاْءَ فِي الصَّاْدِ وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ يُرِيْدُ لَا يَتَسَمَّعُوْنَ وَالْبَيَاْنُ عَرَبِيٌ حَسَنٌ لاِْخْتِلَاْفِ الْمَخْرَجِيْنَ وكَذٰلِكَ الظَّاْءَ وَالثَّاْءَ وَالذَّاْلَ لِأَنَّهُنَّ مِنْ طَرَفِ اللِّسَاْنِ وَأَطْرَاْفِ الثَّنَاْيَا وَهُنَّ أَخَوَاْتٌ وَهُنَّ مِنْ حَيِّزٍ وَاحِدٍ وَالَّذِي بَيْنَهُمَا مِنَ الثَّنِيَّتَيْنِ يَسِيْرٌ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ ابْعَسْلَمَةَ وَاحْفَسْلَمَةٌ وَخَصَاْبِرًا وَاحْفَزَرَدَةِ 16٩٦٦٣٠
وَسَمِعْنَاْهُمْ يَقُوْلُوْنَ مُزْمَاْنٌ فَيُدْغِمُوْنَ الذَّاْلَ فِي الزَّاْيِ وَمَسَاْعَةً فَيُدْغِمُوْنَهَا فِي السِّيْنِ وَالْبَيَاْنُ فِيْهَا أَمْثَلُ لِأَنَّهَا أَبْعَدُ مِنْ الصَّاْدِ وَأُخْتَيْهَا وَهِيَ رَخْوَةٌ فَهُوَ فِيْهِنَّ أَمْثَلُ مِنْهُ فِي الطَّاْءِ وَأُخْتِيْهَا 17٥٣٠٥٨
والظَّاْءِ وَالثَّاْءِ وَالذَّاْلِ أَخَوَاْتُ الطَّاْءِ وَالدَّاْلِ وَالتَّاْءِ لَا يَمْتَنِعُ بَعْضُهُنَّ مِنْ بَعْضٍ فِي الْإِدْغَاْمِ لِأَنَّهُنَّ مِنْ حَيِّزٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَ بَيْنَهُنَّ إلَّا مَا بَيْنَ طَرَفِ الثَّنَاْيَا وَأُصُوْلِهَا وَذٰلِكَ قَوْلُك اهْبَظَاْلِمًا وَأَبْعَذَلُكَ وَانْعِثَاْبَتًا وَاحْفُطَاْلِبًا وَخَدَاْوِدَ وَابْعَتَلَك وَحُجَّتُهُ قَوْلُهُمْ ثَلَاْثُ دَرَاْهِمَ تَدْغِمُ الثَّاْءَ مِنْ ثَلَاْثَةٍ فِي الْهَاْءِ إذَا صَاْرَتْ تَاْءً وَالثَّلَاْثَ أَفْلَسَ فَأَدْغَمُوْهَا وَقَاْلُوْا حِدَّتُهُمْ يُرِيْدُوْنَ حَدَّثَتْهُمْ فَجَعَلُوْهَا تَاْءً وَالْبَيَاْنُ فِيْهِ جَيْدَ 18٨٣٦٨٨
وَأَمَّا الصَّاْدُ وَالسِّيْنُ وَالزَّاْيُ فَلَا تَدْغِمُهُنَّ فِي هَذِهِ الْحُرُوْفِ الَّتِي أُدْغِمَتْ فِيْهِنَّ لأَنَّهُنَّ حُرُوْفُ الصَّفِيْرِ وَهُنَّ أَنْدِى فِي السَّمْعِ وَهَؤَلاْءْ الْحُرُوْفٌ إنَّمَا هِيَ شَدِيْدٌ وَرَخْوٌ لِسِنٍّ فِي السَّمْعِ كَهَذِهِ الْحُرُوْفِ لِخَفَاْئِهَا وَلَوْ اعْتَبَرْتْ ذٰلِكَ وَجَدْتُهُ كَذَا فَاْمْتَنَعَتْ كَمَا امْتَنَعَتْ الرَّاْءُ أَنْ تُدْغَمَ فِي اللَّاْمِ وَالنُّوْنِ لِلتَّكْرِيْرِ 19٠٨١٢٧
وَقَدْ تَدْغِمُ الطَّاْءَ وَالتَّاْءَ وَالدَّاْلَ فِي الضَّاْدِ لِأَنَّهَا اتَّصَلَتْ بِمَخْرَجِ اللَّاْمِ وَتَطَأْطَأْتْ عَنْ اللَّاْمِ حَتَّى خَاْلَطَتْ أُصُوْلَ مَا لِلَاْمِ فَوْقَهُ مِنْ الْأَسْنَاْنِ وَلَمْ تَقَعْ مِنْ الثَّنِيَّةِ مَوْضِعُ الطَّاْءِ لِاْنْحِرَاْفِهَا لِأَنَّك تَضَعُ لِلطَّاْءِ لِسَاْنَك بَيْنَ الثَّنْيَّتَيْنِ وَهِيَ مَعَ ذَا مُطْبَقَةٍ فَلَمَّا قَاْرَبْت الطَّاْءَ فِيْمَا ذَكَرْت لَك أَدْغِمُوْهَا فِيْهَا كَمَا أَدْغَمُوْهَا فِي الصَّاْدِ وَأُخْتَيْهَا فَلَمَّا صَاْرَتْ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ أَدْغَمُوْا فِيْهَا التَّاْءَ وَالدَّاْلَ كَمَا أَدْغَمُوْهَا فِي الصَّاْدِ لِأَنَّهُمَا مِنْ مَوْضِعِهَا وَذٰلِكَ قَوْلُكَ اضْبُضْرُمَةُ وَانْعَضَرَمَةَ 20٩٣٧٥٢
وَسَمِعْنَا مَنْ يُوْثَقُ بِعَرَبِيَّتِهِ قَاْلِ 21٩٦٠٠٠
22٥٨٢٢٨
فَأَدْغَمَ التَّاْءَ فِي الضَّاْدِ 23٤٧٨١٥
وكَذٰلِكَ الظَّاْءِ وَالذَّاْلِ وَالثَّاْءِ لأَنَّهُنَّ مِنْ حُرُوْفِ طَرْفِ اللِّسَاْنِ وَالثَّنَاْيَا يَدْغَمْنَ فِي الطَّاْءِ وَأَخَوَاْتِهَا وَيُدْغَمْنَ أَيْضًا جَمِيْعًا فِي الصَّاْدِ وَالسِّيْنِ وَالزَّاْيِ وَهُنَّ مِنْ حَيِّزٍ وَاحِدٍ وَهُنَّ بَعْدُ فِي الإِطْبَاْقِ وَالرَّخَاْوَةِ كَاْلضَّاْدِ فَصَاْرَتْ بِمَنْزِلَةِ حُرُوْفِ الثَّنَاْيَا وَذٰلِكَ احْفِضْرُمَةٌ وَخَضْرَمَةٌ وَابْعَضْرُمَةِ ولًا تُدْغَمُ فِي الصَّاْدِ وَالسِّيْنِ وَالزَّاْيِ لِاْسْتِطَاْلَتِهَا يَعْنِي الضَّاْدَ كَمَا امْتَنَعَتْ الشَّيْنُ وَلَا تَدْغِمُ الصَّاْدُ وَأُخْتَاْهَا فِيْهَا لَمَّا ذَكَرْتُ لَكَ فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا لَهَا حَاْجِزٌ وَيَكْرَهُوْنَ أَنْ يَدْغِمُوْهَا يَعْنِي الضَّاْدَ فِيْمَا أُدْغِمَ فِيْهَا مِنْ هَذِهِ الْحُرُوْفِ كَمَا كَرِهُوْا الشَّيْنَ وَالْبَيَاْنُ عَرَبِيٌ جَيِّدٌ لِبُعْدِ الْمَوْضِعَيْنِ فَهُوَ فِيْهِ أَقْوَى مِنْهُ فِيْمَا مَضَى مِنْ حُرُوْفِ الثَّنَاْيَا 24٦٣٢٥٦
وَتَدْغِمُ الطَّاْءَ وَالدَّاْلَ وَالتَّاْءَ فِي الشِّيْنِ لِاْسْتِطَاْلَتِهَا حِيْنَ اتَّصَلَتْ بِمَخْرَجِهَا وَذٰلِكَ قَوْلُكَ اضْبَشْبِثًا وَانْعِبْشِثًا وَانْقَبَشَثًا 25٨٥٩١٠
وَالْإِدْغَاْمِ فِي الضَّاْدِ أَقْوَمُ لِأَنَّهَا قَدْ خَاْلَطَتْ بِاْسْتِطَاْلَتِهَا الثَّنِيَّةَ وَهِيَ مَعَ ذَا مِطْبَقَةٍ وَلَمْ تُجَاْفِ عَنْ الْمَوْضِعِ الَّذِي قَرِّبَتْ فِيْهِ مِنْ الطَّاْءِ تُجَاْفِيْهَا وَمَا يُحْتَجُّ بِهِ فِي هٰذَا قَوْلُهُمْ عَاْوَشَنْبَاْءَ فَأَدْغَمُوْهَا 26٩٩٤٨٧
وَتُدْغِمُ الظَّاْءَ وَالذَّاْلُ وَالثَّاْءُ فِيْهَا لِأَنَّهُمْ قَدْ أَنْزَلُوْهَا مَنْزِلَةَ الضَّاْدِ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ احْفَشَنْبَاْءُ وَابْعَشْنِبَاْءُ وَخَشْنِبَاْءُ وَالْبَيَاْنُ عَرَبِيٌّ جَيِّدٌ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْهُ فِي الضَّاْدِ لِبُعْدِ الْمَخْرَجَيْنِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِيْهَا إطْبَاْقٌ وَلَا مَا ذَكَرْتُ لَكَ فِي الضَّاْدِ 27٥٢٥٦٩
وَاْعْلَمْ أَنَّ جَمِيْعَ مَا أَدْغَمَتْهُ وَهُوَ سَاْكِنٌ يَجُوْزُ لَكَ فِيْهِ الإِدْغَاْمُ إِذَا كَاْنَ مُتَحَرِّكًا كَمَا تَفْعَلُ ذٰلِكَ فِي الْمِثْلَيْنِ وَحَاْلُهُ فِيْمَا يُحْسُنُ وَيُقْبُحُ فِيْهِ الإِدْغَاْمُ وَمَا يَكُوْنُ فِيْهِ أَحْسَنُ وَمَا يَكُوْنُ خَفِيًّا وَهُوَ بِزِنَتِهِ مُتَحَرِّكًا قَبْلَ أَنْ يَخْفَى كَحَاْلِ الْمِثْلِيْنَ وإِذًا كَاْنَتْ هَذِهِ الْحُرُوْفُ الْمُتَقَاْرِبَةُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ وَلَمْ يَكُنْ الْحَرْفَاْنِ مُنْفَصِلَيْنَ ازْدَاْدَا ثِقَلًا وَاعْتِلَاْلًا كَمَا كَاْنَ الْمِثْلَاْنِ إِذَا لَمْ يَكُوْنَا مُنْفَصِلَيْنِ أَثْقَلَ لِأَنَّ الْحَرْفَ لَا يُفَاْرِقُهُ مَا يَسْتَثْقِلُوْنَ فَمِنْ ذٰلِكَ قَوْلُهُمْ فِي مُثْتَرِدٍ مُثْرَدٌ لِأَنَّهُمَا مُتَقَاْرِبَاْنِ مَهْمُوْسَاْنِ وَالْبَيَاْنُ حَسَنٌ وَبَعْضُهُمْ يَقُوْلُ مُثْتَرِدٌ وَهِيَ عَرَبِيَّةٌ جَيِّدَةٌ وَالْقِيَاْسُ مُتَرَدٌ لِأَنَّ أَصْلَ الْإِدْغَاْمِ أَنْ يُدْغِمَ الْأَوَّلُ فِي الْآخْرَ 28٥٨٩١٩
وَقَاْلُوْا فِي مُفْتَعَلٍ مِنْ صَبْرْتَ مُصَطْبَرٌ أَرَاْدُوْا التَّخْفِيْفَ حِيْنَ تَقَاْرَبَا وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا مَا ذَكَرْت لَك يَعْنِي قُرَبَ الْحَرْفِ وَصَاْرَا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ وَلَمْ يَجُزْ إدْخَاْلُ الصَّاْدِ فِيْهَا لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ الْمُنْفَصِلِيْنَ فَأَبْدَلُوْا مَكَاْنَهَا أَشْبَهَ الْحُرُوْفَ بِاْلصَّاْدِ وَهِيَ الطَّاْءُ لِيَسْتَعْمِلُوْا أَلْسِنَتَهُمْ فِي ضَرْبٍ وَاحِدٍ مِنْ الْحُرُوْفِ وَلِيَكُوْنَ عَمَلُهُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ إذْ لَمْ يُصِلُوْا إلَى الْإِدْغَاْمِ 29٩٨٠٠٦
وَأَرَاْدَ بَعْضُهُمُ الْإِدْغَاْمَ حَيْثُ اجْتَمَعَتِ الصَّاْدُ وَالطَّاْءُ فَلَمَّا امْتَنَعَتِ الصَّاْدُ أَنْ تَدْخُلَ فِي الطَّاْءِ قَلَبُوْا الطَّاْءَ صَاْدًا فَقَاْلُوْا مُصْبْرٌ 30١٤٨٥٨
وَحَدَّثَنَا هَاْرُوْنُ أَنَّ بَعْضَهُمْ قَرَأَ ﴿ فَلَا جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ﴾ 31٣١١٨٠
وَاْلزَّاْيُ تُبَدِّلُ لَهَا مَكَاْنَ التَّاْءِ دَاْلًا وَذٰلِكَ قَوْلُهُمْ مُزْدَاْنٌ فِي مُزَّتَاْنِ لأَنْهَ لَيْسِ شَيْءٌ أَشْبَهُ بِاْلزَّاْيِ مِنْ مَوْضِعِهَا مِنْ الدَّاْلِ وَهِيَ مَجْهُوْرَةٌ مِثْلُهَا وَلَيْسَتْ مُطْبِقَةً كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مُطْبِقَةً وَمَنْ قَاْلَ مُصْبِرٌ قَاْلَ مُزَاْنٌ 32٦٩١٥٥
وَتَقُوْلُ فِي مُسْتَمِعٍ مُسْمَعٌ فَتُدْغَمُ لِأَنَّهُمَا مَهْمُوْسَاْنِ وَلَا سَبِيْلَ إلَى أَنْ تُدْغِمَ السِّيْنُ فِي التَّاْءِ فَإِنْ أَدْغَمَتْ قُلْت مُسْمِعٌ كَمَا قُلْت مُصْبِرٌ حَيْثُ لَمْ يَجُزْ إدْخَاْلُ الصَّاْدِ فِي الطَّاْءِ 33٨٣٥٣١
وَقَاْلَ نَاْسٌ كَثِيْرٌ مُثْرَدٌ فِي مُثْتَرِدٍ إِذْ كَاْنَا مِنْ حَيِّزٍ وَاحِدٍ وَفِي حَرْفٍ وَاحِدٍ وَقَاْلُوْا فِي اضْطَجَرَ اضْجَرّ كَقَوْلِهِمْ مُصْبْرٌ 34٢٨٦٣٠
وكَذٰلِكَ الظَّاْءِ لِأَنَّهُمَا إذَا كَاْنَا مُنْفَصِلَيْنِ يَعْنِي الظَّاْءَ وَبَعْدَهَا التَّاْءَ جَاْزَ الْبَيَاْنُ وَيَتْرُكُ الْإِطْبَاْقُ عَلَى حَاْلِهِ إنْ أُدْغِمَتْ فَلَمَّا صَاْرَا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ ازْدَاْدَا ثَقَلًا إذْ كَاْنَا يَسْتَثْقِلَاْنِ مُنْفَصِلَيْنِ فَأَلْزَمُوْهَا مَا أَلْزَمُوْا الصَّاْدَ وَالتَّاْءَ فَأُبْدِلُوْا مَكَاْنَهَا أَشْبَهَ الْحُرُوْفَ بِاْلظَّاْءِ وَهِيَ الطَّاْءُ لِيَكُوْنَ الْعَمَلُ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ كَمَا قَاْلُوْا قَاْعِدٌ وَمَغَاْلِقُ فَلَمْ يَمِيْلُوْا الْأَلْفَ وَكَاْنَ ذٰلِكَ أَخَفَّ عَلَيْهِمْ وَلِيَكُوْنَ الْإِدْغَاْمُ فِي حَرْفٍ مِثْلِهِ إذْ لَمْ يَجُزْ الْبَيَاْنُ وَالْإِطْبَاْقُ حَيْثُ كَاْنَا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ فَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوْا أَنْ يُجْحِفُوْا بِهِ حَيْثُ مَنَعَ هٰذَا وَذٰلِكَ قَوْلُهُمْ مَظْطَعِنٍ وَمُظْطَلِمَ وَإِنْ شِئْت قُلْتَ مَطْعَنٍ وَمُطْلِمٌ كَمَا قَاْلَ زُهَيْرَ 35٧٦٥٤٧
36٩٣٦٠٤
وكَمَا قَاْلُوْا يَطِنُّ وَيَظْطُنُ مِنَ الظَّنَةِ 37١٤٨٥٣
ومَنْ قَاْلَ مُتَرَدٌ وَمُصْبَرٌ قَاْلَ مَطْعَنٌ وَمُطْلِمٌ وَأَقِيَسُهُمَا مَطْعَنٌ وَمُطْلِمٌ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْإِدْغَاْمِ أَنْ يَتْبَعَ الْأَوَّلُ الْآخَرَ أَلَا تَرَى أَنَّك لَوْ قُلْت مِنْ الْمُنْفَصِلِيْنَ بِاْلْإِدْغَاْمِ نَحْوَ ذَهَبَ بِهِ وَبَيَّنَ لَهُ فَأَسْكَنَتْ الْآخَرَ لَمْ يَكُنْ إدْغَاْمٌ حَتَّى تَسْكُنَ الْأَوَّلَ فَلَمَّا كَاْنَ كَذٰلِكَ جَعَلُوْا الْآخِرَ يَتْبَعُهُ الْأَوَّلُ وَلَمْ يَجْعَلُوْا الْأَصْلَ أَنْ يَنْقَلِبَ الْآخَرُ فَتَجْعَلَهُ مِنْ مَوْضِعِ الْأُوْلَ 38٩٨٠٦٥
وكَذٰلِكَ تَبَدَّلَ لِلذَّاْلِ مِنْ مَكَاْنِ التَّاْءِ أَشْبَهَ الْحُرُوْفَ بِهَا لأَنَّهُمَا إِذَا كَاْنَتَا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ لَزِمَ أَنْ لَا يُبِيْنَا إِذْ كَاْنَا يُدْغَمَاْنِ مُنْفَصِلِيْنَ فَكَرِهُوْا هٰذَا الإِجْحَاْفَ وَلْيَكُوْنَ الإِدْغَاْمُ فِي حَرْفٍ مِثْلِهِ فِي الْجَهْرِ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ مُدْكِرٌ كَقَوْلِكَ مُطْلِمٌ وَمَنْ قَاْلَ مَظْعَنٌ قَاْلَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ سَمِعْنَاْهُمْ يَقُوْلُوْنَ ذٰلِكَ وَالأُخْرَى فِي الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ ﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ أَنْ يَقُوْلُوْا مُذْدَكِرٌ كَمَا قَاْلُوْا مَزْدَاْنٌ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُدْغَمُ فِي صَاْحِبِهِ فِي الْإِنْفِصَاْلِ فَلَمْ يَجُزْ فِي الْحَرْفِ الْوَاْحِدِ إِلَّا الْإِدْغَاْمُ وَالزَّاْيُ لَا تُدْغَمُ فِيْهَا عَلَى حَاْلٍ فَلَمْ يُشَبِّهُوْهَا بِهَا 39٧٧٨١٧
وَاْلضَّاْدِ فِي ذٰلِكَ بِمَنْزِلَةِ الصَّاْدِ لِمَّا ذَكَرْت لَك مِنْ اسْتِطَاْلَتِهَا كَاْلشَّيْنِ وَذٰلِكَ قَوْلُك مُضْطَجِعٌ وَإِنْ شِئْت قُلْت مَضْجَعٌ وَقَدْ قَاْلَ بَعْضُهُمْ مَطْجَعٌ حَيْثُ كَاْنَتْ مُطْبِقَةً وَلَمْ تَكُنْ فِي السَّمْعِ كَاْلضَّاْدِ وَقَرُبَتْ مِنْهَا وَصَاْرَتْ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْأَشْيَاْءُ وَكَاْنَ وُقُوْعُهَا مَعَهَا فِي الْكَلِمَةِ الْوَاْحِدَةِ أَكْثَرَ مِنْ وُقُوْعِهَا مَعَهَا فِي الِاْنْفِصَاْلِ اعْتَقَدُوْا ذٰلِكَ وَأَدْغَمُوْهَا وَصَاْرَتْ كَلَاْمُ الْمَعْرِفَةِ حَيْثُ أَلْزَمُوْهَا الْإِدْغَاْمَ فِيْمَا لَا تُدْغَمُ فِيْهِ فِي الِاْنْفِصَاْلِ إلَّا ضَعِيْفًا وَلَا يُدْغِمُوْنَهَا فِي الطَّاْءِ لِأَنَّهَا لَمْ تَكْثُرْ مَعَهَا فِي الْكَلِمَةِ الْوَاْحِدَةِ كَكَثْرَةِ لَاْمِ الْمَعْرِفَةِ مَعَ تِلْكَ الْحُرُوْفِ 40٨٣١١٧
وإذَا كَاْنَتْ الطَّاْءُ مَعَهَا يَعْنِي مَعَ التَّاْءِ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنَّ تَقَلُّبَ التَّاْءُ طَاْءٌ وَلَا تَدْغِمُ الطَّاْءَ فِي التَّاْءِ فَتُخِلَّ بِاْلْحَرْفِ لِأَنَّهُمَا فِي الِاْنْفِصَاْلِ أَثْقَلُ مِنْ جَمِيْعِ مَا ذَكَرْنَاْهُ وَلَمْ يُدْغِمُوْهَا فِي التَّاْءِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُرِيْدُوْا إلَّا أَنْ يَبْقَى الْإِطْبَاْقُ إذْ كَاْنَ يَذْهَبُ فِي الِاْنْفِصَاْلِ فَكَرِهُوْا أَنْ يُلْزِمُوْهُ ذٰلِكَ فِي حَرْفٍ لَيْسَ مِنْ حُرُوْفِ الْإِطْبَاْقِ وَذٰلِكَ قَوْلُك اطْعِنْوَا 41٢٩٢٥٨
وكَذٰلِكَ الدَّاْلِ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ ادَاْنُوْا مِنَ الدِّيْنِ لأَنَّهُ قَدْ يَجُوْزُ فِيْهِ الْبَيَاْنُ فِي الاِْنْفِصَاْلِ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنَ الثِّقَلِ وَهُوَ بَعْدَ حَرْفٌ مَجْهُوْرٌ فَلِمَا صَاْرَ هَاْهُنَا لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبِيْلٌ إِلَى أَنْ يُفْرَدَ مَعَ التَّاْءِ كَمَا يُفْرَدُ فِي الِاْنْفِصَاْلِ فَيَكُوْنُ بَعْدَ الدَّاْلِ غَيْرَهَا كَمَا كَرِهُوْا أَنْ يَكُوْنَ بَعْدَ الطَّاْءِ غَيْرُ الطَّاْءِ مِنْ الْحُرُوْفِ فَكَرِهُوْا أَنْ يَذْهَبَ جَهْرَ الدَّاْلِ كَمَا كَرِهُوْا ذٰلِكَ فِي الذَّاْلِ 42٧٠٨٤٧
وَقَدْ شَبَّهَ بَعْضَ الْعَرَبِ مِمَّنْ تَرْضَى عَرَبِيَّتُهُ هَذِهِ الْحُرُوْفُ الْأَرْبَعَةُ الصَّاْدِ وَالضَّاْدَ وَالطَّاْءُ وَالظَّاْءُ فِي فَعَلْت بِهِنَّ فِي افْتَعَلَ لِأَنَّهُ يُبْنَى الْفِعْلُ عَلَى التَّاْءِ وَيُغَيِّرُ الْفِعْلَ فَتَسْكُنُ اللَّاْمُ كَمَا أَسْكَنَ الْفَاْءَ فِي افْتَعِلْ وَلَمْ تَتْرُكْ الْفِعْلَ عَلَى حَاْلِهِ فِي الْإِظْهَاْرِ فَضَاْرَعْتْ عِنْدَهُمْ افْتَعَلَ وَذٰلِكَ قَوْلُهُمْ فَحَصَطَ بِرِجْلِي وَحَطِطَ عَنْهُ وَخَبَطَهُ وَحَفَطَهُ يُرِيْدُوْنَ حُصَّتْ عَنْهُ وَخِبْطَتَهُ وَحِفْطَتَهُ 43٩٨٩٨٢
وَسَمِعْنَاْهُمْ يَنْشُدُوْنَ هٰذَا الْبَيْتَ لِعَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ 44٣٠٦٤٩
45٧١٥٦٠
وأَعْرِبْ اللُّغَتَيْنِ وَأَجْوَدُهُمَا أَنْ لَا تَقْلِبَهَا طَاْءً لِأَنَّ هَذِهِ التَّاْءَ عَلَاْمَةُ الْإِضْمَاْرِ وَإِنَّمَا تَجِيْءُ لِمَعْنَىً 46١٩٤٢٦
وَلَيْسَتْ تَلْزَمُ هَذِهِ التَّاْءَ الْفِعْلُ أَلَا تَرَى أَنَّك إذَا أَضْمَرْت غَاْئِبًا قُلْت فَعَلَ فَلَمْ تَكُنْ فِيْهِ تَاْءٌ وَلَيْسَتْ فِي الْإِظْهَاْرِ فَإِنَّمَا تَصَرَّفَ فِعْلَ عَلَى هَذِهِ الْمَعَاْنِي وَلَيْسَتْ تَثْبُتُ عَلَى حَاْلٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ فِي افْتَعَلَ لَمْ تَدْخُلْ عَلَى أَنَّهَا تَخْرُجُ مِنْهُ لِمَعْنًىً ثُمَّ تَعُوْدُ لِآخَرَ وَلَكِنَّهُ بِنَاْءٌ دَخَلَتْهُ زِيَاْدَةٌ لَا تُفَاْرِقُهُ وَتَاْءُ الْإِضْمَاْرِ بِمَنْزِلَةِ الْمُنْفَصْلَ 47٤٣٠٧٣
وَقَاْلَ بَعْضُهُمْ عَدَّهُ يُرِيْدُ عِدَّتَهُ شَبَهَهَا بِهَا فِي ادَّاْنَ كَمَا شَبَّهَ الصَّاْدَ وَأَخَوَاْتُهَا بِهِنَّ فِي افْتَعَلَ وَقَاْلُوْا نَقَدَهُ يُرِيْدُوْنَ نُقْدَتَهُ 48٨٥٣٣٨
وَاْعْلَمْ أَنَّ تَرْكَ الْبَيَاْنِ هُنَا أَقْوَى مِنْهُ فِي الْمُنْفَصِلَيْنِ لِأَنَّهُ مُضَاْرِعٌ يَعْنِي مَا يُبْنَى مِنْ الْكَلِمَةِ فِي نَحْوِ افْتَعَلَ فَأَنْ تَقُوْلَ احْفَظْ تِلْكَ وَخُذْ تِلْكَ وَابْعَثْ تِلْكَ فَتَبَيَّنْ أَحْسَنَ مَنْ حَفِظْت وَأَخَذْت وَبَعَثْت وَإِنْ كَاْنَ هٰذَا حَسَنًا عَرْبِيًا 49٦٨٦٠٧
وَحَدَّثَنَا مَنْ لَا نَتَّهِمُ أَنَّهُ سَمِعَهُمْ يَقُوْلُوْنَ أَخَذْت فَيُبَيِّنُوْنَ 50٧٥١٥٨
فَإِذَا كَاْنَتْ التَّاْءُ مُتَحَرِّكَةً وَهَذِهِ الْحُرُوْفُ سَاْكِنَةً بَعْدَهَا لَمْ يَكُنْ إدْغَاْمٌ لِأَنَّ أَصْلَ الْإِدْغَاْمِ أَنْ يَكُوْنَ الْأَوَّلُ سَاْكِنًا لِمَا ذَكَرْت لَك مِنْ الْمُنْفَصِلِيْنَ نَحْوَ بَيِّنَ لَهُمْ وَذَهَبَ بِهَ 51٩٦٠٨٧
فَإِنْ قُلْتَ أَلا قَاْلُوْا بَيْنَهُمْ فَجَعَلُوْا الآخِرَ نُوْنًا فَإِنَّهُمْ لَوْ فَعَلُوْا ذٰلِكَ صَاْرُ الْآخِرُ هُوَ السَّاْكِنُ فَلَمَّا كَاْنَ الْأَوَّلُ هُوَ السَّاْكِنُ عَلَى كُلِّ حَاْلٍ كَاْنَ الْآخَرُ أَقْوَى عَلَيْهِ وَذٰلِكَ قَوْلُكَ اسْتَطْعَمَ وَاسْتَضْعَفَ وَاسْتَدْرَكَ وَاسْتَثْبَتَ وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ إِلَّا كَذَا إِذْ كَاْنَ الْمِثْلَاْنِ لَا إدْغَاْمَ فِيْهِمَا فِي فَعَلْتَ وَفَعَلْنَّ نَحْوُ رَدَدْتُ وَرَدَدْنَ لِأَنَّ اللَّاْمَ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا التَّحْرِيْكُ هُنَا فَهٰذَا يَتَحَرَّكُ فِي فِعْلٍ وَيَفْعَلُ وَنَحْوِهِ وَهُوَ تَضْعِيْفٌ لَا يُفَاْرِقُ هٰذَا اللَّفْظَ وَالتَّاْءُ هُنَا بَيْنَ سَاْكِنَيْنِ فِي بِنَاْءٍ لَا يَتَحَرَّكُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فِيْهِ فِي فِعْلٍ وَلَا اسْمٍ وَلَا يُفَاْرِقُ هٰذَا اللَّفْظَ 52٦٧٢٤٦
ودَعَاْهُمْ سُكُوْنُ الْآخَرِ فِي الْمِثْلَيْنِ أَنّ بَيْنَ أَهْلِ الْحِجَاْزِ فِي الْجَزْمِ فَقَاْلُوْا أَرْدَدُ وَلَا تَرْدُدُ وَهِيَ اللّغَةُ الْعَرَبِيّةُ الْقَدِيْمَةُ الْجَيِّدَةُ وَلَكِنّ بَنِي تَمِيْمٍ أَدْغِمُوْا وَلَمْ يُشْبِّهُوْهَا بَرْدَدْت لِأَنَّهُ يُدْرِكُهَا التَّثْنِيَةُ وَالنُّوْنُ الْخَفِيْفَةُ وَالثّقِيْلَةُ وَالْأَلْفُ وَاللَّاْمُ وَأَلِفُ الْوَصْلِ فَتَحَرَّكَ لِهَنْ 53٦٥٠٦٠
فَإِذَا كَاْنَ هٰذَا فِي الْمِثْلَيْنِ لَمْ يَجُزْ فِي الْمُتَقَاْرِبَيْنِ إلَّا الْبَيَاْنُ نَحْوُ تَدّ وَلَا تَتِدِ إذَا نُهَيْتَ فَلِهٰذَا الَّذِي ذَكَرْت لَك لَمْ يَجُزْ فِي اسْتَفْعَلِ الْإِدْغَاْمِ 54٣٥١١٣
ولَا يُدْغِمُوْنَهَا فِي اسْتَدَاْرَ وَاسْتَطَاْرَ وَاسْتَضَاْءَ كَرَاْهِيَةً لِتَحْرِيْكِ هَذِهِ السِّيْنِ الَّتِي لَا تَقَعُ إلَّا سَاْكِنَةً أَبَدًا وَلَا نَعْلَمُ لَهَا مَوْضِعًا تَحَرَّكَ فِيْهِ وَمَعَ ذٰلِكَ أَنَّ بَعْدَهَا حَرْفًا أَصْلُهُ السُّكُوْنُ فَحَرَّكَ لِعِلَّةً أَدْرَكَتْهُ فَكَاْنُوْا خُلَقَاْءَ أَنْ لَوْ لَمْ يَكُنْ إلَّا هٰذَا أَلَّا يَحْمِلُوْا عَلَى الْحَرْفِ فِي أَصْلِهِ أَكْثَرَ مِنْ هٰذَا فَقَدْ اجْتَمَعَ فِيْهِ الْأَمْرَاْنُ 55٤٠٨٢٢
فَأَمَّا اخْتَصَمُوْا وَاقْتَتَلُوْا فَلَيْسَتَا كَذٰلِكَ لأَنَّهُمَا حَرْفَاْنِ وَقَعَا ٤٢٥ مُتَحَرِّكِيْنَ وَالتَّحَرُّكُ أَصْلُهُمَا كَمَا أَنَّ التَّحَرُّكَ الْأَصْلُ فِي مُمَدٍّ وَالسَّاْكِنُ الَّذِي قَبْلَهُ قَدْ يَتَحَرَّكُ فِي هٰذَا اللَّفْظِ كَمَا تَحَرَّكَ فَاْءٌ فَعَلْتْ نَحْوَ مَدَدْتُ لِأَنَّكَ قَدْ تَقُوْلَ مُدٌّ وَقُلْ وَنَحْوُ ذَلْكَ 56٥١١٧١
وَقَاْلُوْا وَتَدٌ يَتِدُ وَوَطَدٌ يُطِدُّ فَلَا يُدْغِمُوْنَ كَرَاْهِيَةَ أَنْ يَلْتَبِسَ بِبَاْبٍ مَدَدْت لِأَنَّ هَذِهِ التَّاْءَ وَالطَّاْءَ قَدْ يَكُوْنُ فِي مَوْضِعِهَا الْحَرْفِ الَّذِي هُوَ مِثْلُ مَا بَعْدَهُ وَذٰلِكَ نَحْوُ وَدِدْت وَبَلِّلْت وَمَعَ هٰذَا أَنَّك لَوْ قُلْت وَدَّ لَكَاْنَ يَنْبَغِي أَنْ تَقُوْلَ يَدٌ فِي يَتْدِ فَيُخَفَّفُ بِهِ فَيَجْتَمِعُ الْحَذْفُ وَالْإِدْغَاْمُ مَعَ الِاْلْتِبَاْسِ وَلَمْ يَكُوْنُوْا لِيُظْهِرُوْا الْوَاْوَ فَتَكُوْنُ فِيْهَا كِسْرَةٌ وَقَبْلَهَا يَاْءٌ وَقَدْ حَذَفُوْهَا وَالْكِسْرَةَ بَعْدَهَا وَمِنْ ثَمَّ عَزَّ فِي الْكَلَاْمِ أَنْ يَجِيْءَ مِثْلَ رَدَدْت وَمَوْضِعِ الْفَاْءِ وَاوِ 57١٨٩٢٣
وأَمَا اصْبِرُوْا وَاظْلِمُوْا وَيَخْصِمُوْنَ وَمَضْجَعٌ وَأَشْبَاْهٍ هٰذَا فَقَدْ عَلِمُوْا أَنَّ هٰذَا الْبِنَاْءَ لَا تُضَاْعَفَ فِيْهِ الصَّاْدُ وَالضَّاْدُ وَالطَّاْءُ وَالدَّاْلُ فَهَذِهِ الْأَشْيَاْءُ لَيْسَ فِيْهَا التَّبَاْسٌ 58٢٣٤٧٢
وَقَاْلُوْا مُحْتَدٌ فَلَمْ يُدْغِمُوْا لِأَنَّهُ قَدْ يَكُوْنُ فِي مَوْضِعِ التَّاْءِ دَاْلِ 59٥٦١٨٨
وَأَمَّا الْمَصْدَرُ فَإِنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ التِّدَّةَ وَالطِّدَّةُ وَكَرِهُوْا وَطْدًا وَوَتَدًا لِمَا فِيْهِ مِنْ الِاْسْتِثْقَاْلِ فَإِنْ قِيْلَ بَيْنَ كَرَاْهِيَةِ الِاْلْتِبَاْسِ وَإِنْ شِئْت أَبْقَيْت فِي الطَّاْءِ الْإِطْبَاْقَ وَأُدْغِمَتْ لِأَنَّهُ إذَا بَقِيَ الْإِطْبَاْقُ لَمْ يَكُنْ الْتِبَاْسٌ مِنْ الْأَوْلَ 60٥٠٦٨٩
ومِمَّا يُدْغَمُ إِذَا كَاْنَ الْحَرْفَاْنِ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ وَإِذَا تَقَاْرَبَ الْمَخْرَجَاْنِ قَوْلَهُمْ يُطَوِّعُوْنَ فِي يَتَطَوَّعُوْنَ وَيَذْكُرُوْنَ فِي يَتَذَكَّرُوْنَ وَيَسْمَعُوْنَ فِي يَتَسَمَّعُوْنَ وَالإِدْغَاْمُ فِي هٰذَا أَقْوَى إِذْ كَاْنَ يَكُوْنُ فِي الاِْنْفِصَاْلِ وَالْبَيَاْنِ فَيَهْمَا عَرَبِيٌ حَسَنٌ لِأَنَّهُمَا مُتَحَرِّكَاْنِ كَمَا حُسْنَ ذٰلِكَ فِي يَخْتَصِمُوْنَ وَيَهْتَدُوْنَ وَتَصْدِيْقُ الإِدْغَاْمِ قَوْله تَعَاْلَى ﴿ يَطِيْرُوْا بِمُوْسَى ﴾ و ﴿ يَذْكُرُوْنَ ﴾ 61٧٢٨٥٣
فَإِنْ وَقَعَ حَرْفٌ مَعَ مَا هُوَ مِنْ مَخْرَجِهِ أَوْ قَرِيْبٌ مِنْ مَخْرَجِهِ مُبْتَدَأٌ أَدْغَمَ وَأَلْحَقُوْا الْأَلْفَ الْخَفِيْفَةَ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيْعُوْنَ أَنْ يَبْتَدِئُوْا بِسَاْكِنٍ وَذٰلِكَ قَوْلُهُمْ فِي فِعْلٍ مِنْ تَطَوُّعٍ اطْوْعٌ وَمَنْ تَذَكَّرَ إذْ ذَكِرَ دَعَاْهُمْ إلَى إدْغَاْمِهِ أَنَّهُمَا فِي حَرْفٍ وَقَدْ كَاْنَ يَقَعُ الْإِدْغَاْمُ فِيْهِمَا فِي الِاْنْفِصَاْلِ 62٣٧٩٥٣
وَدَعَاْهُمْ إلَى إلْحَاْقِ الْأَلْفِ فِي اُذْكُرُوْا وَاطُوْعُوْا مَا دَعَاْهُمْ إلَى إسْقَاْطِهَا حِيْنَ حَرَّكُوْا الْخَاْءَ فِي خَطَفٍ وَالْقَاْفَ فِي قَتْلُوْا فَاْلْأَلْفُ هُنَا يَعْنِي فِي اخْتَطَفَ لَاْزِمَةٌ مَا لَمْ يَعْتَلْ الْحَرْفُ كَمَا تَدْخُلُ ثَمَّةَ إذَا اعْتَلَّ الْحَرْفَ 63٢٦٥٤٠
وَتَصْدِيْقُ ذٰلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ فَاْدَّاْرَأْتُمْ فِيْهَا ﴾ يُرِيْدُ فَتَدَاْرَأْتُمْ ﴿ وَازِيْنْتُ ﴾ إِنَّمَا هِيَ تَزَيَّنْتُ وَتَقُوْلُ فِي الْمَصْدَرِ ازَيْنًا وَادَاْرَأً وَمِنْ ذٰلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ اطِيْرْنَا بِكَ ﴾ 64٩٦٤٢٢
وَيَنْبَغِي عَلَى هٰذَا أَنْ تَقُوْلَ فِي تَتَرُّسِ اتَّرَسَ فَإِنْ بَيَّنَتْ فَحَسَنُ الْبَيَاْنِ كَحُسْنِهِ فِيْمَا قَبْلَهُ فَإَنٍ الْتَقَتِ التَّاْءَاْنِ فِي تَتَكَلَّمُوْنَ وَتَتَتَرِسُوْنَ فَأَنْتَ بِاْلْخِيَاْرِ إِنْ شِئْتَ أَثْبِتْهُمَا وَإِنْ شِئْتَ حُذِفْتَ إِحْدَاْهُمَا وَتَصْدِيْقُ ذٰلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاْئِكَةُ ﴾ و ﴿ تَتَجَاْفَى جُنُوْبُهُمْ عَنِ الْمُضَاْجِعِ ﴾ وَإِنْ شِئْتَ حُذِفْتِ التَّاْءُ الثَّاْنِيَةَ وَتَصْدِيْقُ ذٰلِكَ قَوْلُهُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَى ﴿ تَنْزِلُ الْمَلاْئِكَةُ وَالرُّوْحُ فِيْهَا ﴾ وَقَوْلُهُ ﴿ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنُّوْنَ الْمَوْتَ ﴾ وَكَاْنَتِ الثَّاْنِيَةُ أَوْلَى بِاْلْحَذْفِ لأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ وَتُدْغَمُ فِي قَوْلِهِ تَعَاْلَى ﴿ فَاْدَّاْرَأَتُمْ ﴾ و ﴿ اُزْيْنَتْ ﴾ وَهِيَ الَّتِي يُفْعَلُ بِهَا ذٰلِكَ فِي يَذْكُرُوْنَ فَكَمَا اعْتَلَّتْ هُنَا كَذٰلِكَ تُحْذَفُ هُنَاْكَ 65٠٦٥٤٢
وهَذِهِ التَّاْءِ لَا تُعْتَلُّ فِي تَدْأَلُ إذَا حُذِفَتْ الْهَمْزَةُ فَقُلْتُ تَدُلُّ وَلَا فِي تَدَعُ لِأَنَّهُ يُفْسِدُ الْحَرْفَ وَيَلْتَبِسُ لَوْ حُذِفَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهَمَا 66٥٢٩٢٦
ولا يَسْكُنُوْنَ هَذِهِ التَّاْءَ فِي تَتَكَلَّمُوْنَ وَنَحْوِهَا وَيَلْحَقُوْنَ أَلْفَ الْوَصْلِ لأَنَّ الأَلْفَ إِنَّمَا لَحِقْتْ فَاْخْتَصَّ بِهَا مَا كَاْنَ فِي مَعْنَى فِعْلٍ وَافْعَلْ فِي الأَمْرِ فَأَمَّا الأَفْعَاْلُ الْمُضَاْرَعَةُ لأَسْمَاْءِ الْفَاْعِلَيْنِ فَإِنَّهَا لَا تَلْحَقُهَا كَمَا لَا تَلْحَقُ أَسْمَاْءُ الْفَاْعِلَيْنِ فَأَرَاْدُوْا أَنْ يُخْلِصُوْهُ مِنْ فِعْلٍ وَافْعَلَ وإنْ شِئْتَ قُلْتَ فِي تَتَذَكَّرُوْنَ وَنَحْوُهَا تَذْكُرُوْنَ كَمَا قُلْتُ تُكَلِّمُوْنَ وَهِيَ قِرَاْءَةُ أَهْلِ الْكُوْفَةِ فِيْمَا بَلَغَنَا وَلَا يَجُوْزُ حَذْفُ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يَعْنَى مِنْ التَّاْءِ وَالذَّاْلِ فِي تَذَكُّرُوْنَ لِأَنَّهُ حَذِفَ مِنْهَا حَرْفٌ قَبْلَ ذٰلِكَ وَهُوَ التَّاْءُ وَكَرِهُوْا أَنْ يَحْذِفُوْا آخَرَ لِأَنَّهُ كَرِهَ الِاْلْتِبَاْسَ وَحَذَفَ حَرْفٍ جَاْءَ لِمَعْنَى الْمُخَاْطَبَةِ وَالتَّأْنِيْثِ وَلَمْ تَكُنْ لِتَحْذِفَ الذَّاْلَ وَهِيَ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ فَتُفْسِدُ الْحَرْفَ وَتُخِلَّ بِهِ وَلَمْ يَرَوْا ذٰلِكَ مُحْتَمَلًا إِذَا كَاْنَ الْبَيَاْنُ عِرْبِيًا 67٦٠١٤٥
وكَذٰلِكَ أُنْزِلَتْ التَّاْءُ الَّتِي جَاْءَتْ لِلْإِخْبَاْرِ عَنْ مُؤَنَّثٍ وَالْمُخَاْطَبْةَ 68٣٦٥٢٧
وَأَمَّا الدُّكْرُ فَإِنَّهُمْ كَاْنُوْا يُقَلِّبُوْنَهَا فِي مُدْكِرٍ وَشِبْهِهِ فَقَلَبُوْهَا هُنَا وَقَلْبُهَا شَاْذٌّ شَبِيْهٌ بِاْلْغَلْطَ 69٥٧٨٩١

Colophon

Pagination

Derenbourg
٢-٤٦٨
بلاق
٢-٤١٩
هارون
٤-٤٦٠
يعقوب
٤-٥٩٤
البكّاء
٥-٧٥٢

Status(revision / pct complete)

Tashkeel
0 / 100%
Segmentation
0 / 0%
Dicta
0 / 0%
Poetry
0 / 0%
Quran
0 / 0%

Subscribe to Reading Sībawayhi

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
[email protected]
Subscribe